نقلت وكالة معا خبر مساءلة الامانة العامة لاتحاد المعلمين على الاتفاقية الموقعة بين بلدية كونج لاف ووزارة التربية والتعليم العالي محتواها (برامج تعليمية من فلسفة برايم) الرئيسية من 2010-2012 وتضم 10 طلاب ذكور واناث من عمر 16-18 سنة ومعلمين لكل مجموعة وفي نهاية الفترة المحددة سيتم تقييم المشروع، ومناقشة امكانية جعل الاتفاقية دائمة وسيكون لمؤسسة برايم دور كمساهمين في المشروع.
 
هدف هذا المشروع (حسب ما ورد في الاتفاقية) اهمية التنافس في السرد التاريخي في الوقت نفسه سيكون من واجبهم التعريف بأسس التفاهم المتبادل.
*****
لم يجف حبر النفي الذي أدّعته وزارة التربية والتعليم وبعض مسؤولي المناهج فيها، لما نشرته صحيفة هآرتس أول أمس عن عزم السلطة تدريس كتاب "تعلم رواية الآخر" والذي يعرض الرؤية "الإسرائيلية" والفلسطينية للصراع الدائر في إطار العرض "الحيادي"، والذي ألّف بواسطة استاذ يهودي وآخر فلسطيني بإشراف سويدي، مع عدم نفي الوزارة للمشروع والكتاب ولا إمكانية عقد الورش بين اساتذة وطلاب فلسطينيين و"إسرائيليين" في السويد، لم يجف حبر النفي بعد حتى تصدّر استنكار اتحاد المعلمين –وحق لهم بل وجب عليهم ذلك- لاتفاقية تعد جريمة في حق التعليم وفي حق فلذات أكبادنا وسائل الإعلام.
 
إن هذه الاتفاقية الجريمة تؤكد سير السلطة في مخطط العبث بمناهج التعليم –زيادة على ما اقترفته من عبث فيها أصلا- لتحقق رغبات الدول المانحة وأسيادها في تل أبيب وواشنطن.
 
فهذه الجرأة في تقديم رؤية المجرم والقاتل والمحتل الذي لا ينفع معه إلا لغة السيف والقوة للاستئصال، والترويج لها في وضح النهار هي جريمة نكراء، وهي تجسيد لما التزمته السلطة تجاه يهود وامام الإدارة الأمريكية بمنع التحريض. وهذا ما يفسر دوران هذه الاتفاقيات والكتب المؤلفة في إطار عرض الرؤية "الإسرائيلية" كرأي يحترم وكأننا في حوار بين الرأي والرأي الآخر لا في حديث عن مغتصب محتل وقاتل مجرم سلب الأرض واعتدى على الأعراض وخرق كل أعراف البشر بإجرامه!!!
 
لقد صرح فياض في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة ولقائه الزعماء اليهود ورداً على سؤال عن استمرار التحريض ضد "إسرائيل" واليهود في الكتب المدرسية ووسائل الإعلام بالضفة الغربية، قال "إن حكومته التزمت بتحقيق بيئة خالية من التحريض". وأضاف: "لا أعتقد أننا فعلنا كل شيء ممكن ولكننا نحاول. التحريض مشكلة ونحن نعترف بذلك"، مما يدل على أن هذا التوجه هو سياسة مقصود هدفها تخريب عقول أبنائنا وتغيير مفاهيمهم عن اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا والذين اغتصبوا أرضنا وديارنا وخربوا العامر فيها وقتلوا الكبير والصغير والنساء والشيوخ بما لا يخفى على أحد من العالمين.
 
فآيات القرآن التي تذكر صفات يهود وتبين عداوتهم للمؤمنين وتوجب قتال المحتلين هي تحريض يجب وقفه وفق سياسة ومناهج تعليم السلطة!!!
 
فإلى هذا الحد وصل التآمر والإجرام بهذه السلطة؟!! وهل يسكت أهل فلسطين عن تخريب عقول أبنائهم وتغريبهم عن دينهم وثقافة امتهم؟!! أم أنهم لا بد أن يرفعوا الصوت عالياً أن كفوا عبثكم عن أبنائنا؟ وهل يكدّ الأهل ويقتطعوا المال من لقمة عيشهم ليوفروه لتدريس أبنائهم حتى تأتي السلطة فتعلمهم أن يهود هم من المؤمنين وان لهم رؤية في قضية فلسطين مثلنا مثلهم؟!! ساء ما يعملون!!! (إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
 
إن فلسطين كاملة غير منقوصة هي أرض خراجية رقبتها ملك للأمة الإسلامية، وكيان يهود هو كيان محتل غاصب لهذه الأرض لا يصح الاعتراف بشرعيته ولا مفاوضته، ويجب على الأمة عامة وعلى أهل القوة والمنعة فيها التحرك عاجلاً لاقتلاع هذا الكيان السرطاني واستئصاله والقضاء عليه قضاءً مبرماً، وتطهير مسرى النبي محمد عليه السلام من رجس يهود.
هذه هي الحقيقة الثابتة المبنية على عقيدة الأمة وشريعتها التي يجب أن تدرس لأبنائنا، وكل قول خلافها يرد، وكل سعي لزرع مفاهيم "التعايش" والرضى بالمحتل هي جريمة يجب وقفها.
 
13-10-2010م