التقى قادة أمنيون فلسطينيون في بيت لحم، اليوم الاحد، بحسب ما أوردت وكالة معا ، برئيس أركان الجيش "الاسرائيلي" غابي اشكنازي، الذي وصل إلى المحافظة على رأس وفد أمني رفيع يضم عددا من ضباط رئاسة الاركان "الإسرائيلية"، وسط اجراءات أمنية مشددة من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.
 
وقال الوزير عبد الفتاح حمايل محافظ بيت لحم إن قائد الجيش "الاسرائيلي" زار كنيسة المهد وتجوّل في محيطها لقرابة ساعة من الوقت، حيث التقى بقائد المنطقة العميد سليمان عمران، ومسؤول الارتباط العسكري العقيد "أبو حرب"، وقائد شرطة المحافظة العقيد خالد التميمي.
 
ورأى حمايل أن هذه الزيارة لمسؤولين أمنيين كبار في الجيش "الاسرائيلي"، لا تمثل تناقضا مع الموقف السياسي الرافض للاستمرار في المفاوضات مع "اسرائيل" في ظل الاستيطان، معتبراً أنها زيارة "خاصة" هدفت لمتابعة حياة المواطنين دون أن تتطرق إلى أي شأن سياسي.
 
*******
تأتي هذه الحادثة لتؤكد اموراً عدة، منها:
 
1.      إن السلطة تحت حراب الاحتلال أياً ما كانت لا تملك أدنى مظاهر السيادة ولو بصورة كاذبة، وهي وأجهزتها الأمنية لا تعدو أن تكون مجرد حراسة أمنية لدى الاحتلال وجنده، وهو ما يفسر زيارة أشكنازي التي تفقد فيها قادة الأجهزة الأمنية للسلطة في محافظة بيت لحم كما يتفقد سرية أو كتيبة تابعة لجيشه.
 
2.      إن التنسيق الأمني بين كيان يهود والسلطة وبحسب شهادة قادة أركان الجيش اليهودي لم يتوقف في أحلك الظروف السياسية، ومن باب أولى في الظروف الاعتيادية، الأمر الذي يعطي صورة واضحة جلية عن هدف وغاية وجود السلطة من وجهة نظر يهود، وسبب حفاظهم عليها في وجه التقلبات التي تعتريها، ويكشف عن نظرتهم المستقبلية للدولة الفلسطينية "العتيدة" ودورها الأمني.
 
3.      إن المواقف السياسية للسلطة وقادتها تفقد أي معنى في ظل تواصل التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال، ولا معنى لكل الجعجعات الإعلامية التي يتشدق بها رجال السلطة من رفضهم –العلني والظاهري- لاستئناف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان إن لم يتأثر الشأن الحيوي المهم لكيان يهود –الشأن الأمني- بهذه المواقف السياسية.
 
4.      إن تسمية محافظ بيت لحم لهذه الزيارة الفضيحة بالزيارة "الخاصة" التي لا تتعارض مع الموقف السياسي للسلطة ولا تحمل أي معنى سياسي هو حجة أقبح من ذنب ومحاولة بائسة لتغطية وتبرير هذا اللقاء الجريمة.
 
لقد غرق قادة السلطة ورجالاتها الأمنية في خدمة الكيان اليهودي أمنياً من رأسهم إلى أخمص أقدامهم، وباتوا جسماً غريباً عن أمتهم، بل سيفاً مسلطاً على رقابهم لحماية أمن كيان يهود المحتل.
 
فهل يعقل هؤلاء إلى أي حد وصلوا من الانبطاح والتبعية وهل سيبقون في هذا المستنقع الآسن غارقين وفي غيهم سادرون؟!! أم إلى حضن أمتهم وإلى ربهم سيرجعون!؟
3-10-2010م