تناقلت وسائل الإعلام خبراً عن رياض المالكي وزير خارجية السلطة مفاده أن السلطة لن تكمل المفاوضات في حال بنت "إسرائيل" وحدة استيطانية واحدة.
*****
يبدو أن المالكي حديث عهد بالتصريحات "النارية"، وكما يبدو أن تصريحات عريقات المشابهة باتت محل سخرية للإعلام بعد أن لعقها مرات عدة، فأخرجت السلطة للإعلام شخصية وعينة أخرى علها أن تمرر تلك المواقف الهزلية على المواطن أو تكسب بها بعضاً من الوقت أو تحفظ بها رائحة من الكرامة.
والسؤال البسيط الذي يوجه للمالكي، هل أن "إسرائيل" توقفت عن الاستيطان لحظة يا مالكي؟!! وهل التجميد الجزئي الذي خرق مرات ومرات ومرات بشهادة يهود أنفسهم وبشهادة منظماتهم هو ما تسعى إليه سلطتك؟!! أم أن السلطة لا تبحث سوى عن مسوغٍ إعلامي وعلني لتبرر انصياعها للطلبات الأمريكية؟!! وأنها على الحقيقة لا تبحث عن تجميد الاستيطان بل عن حفظ ماء وجهها بسبب هرولتها المفضوحة وانصياعها التام المطلق للإدارة الأمريكية؟!! وهل تبحث السلطة من الآن عن مسوغات للعق هذه التصريحات وأشباهها؟!! لا سيما وان الطلب الأمريكي بتجميد الاستيطان جاء على لسان كلينتون من عمان لا من القدس وعلى استحياء "سيكون من المفيد للحكومة الإسرائيلية الاستمرار في تجميد الاستيطان"؟!!
إن تصريحات رجال السلطة باتت كالكتابة على الماء، وأصبح من يرغب معرفة الموقف الحقيقي لها لا يحتاج سوى تتبع تصريحات كلينتون، فلقد غدا واضحاً لكل متتبع أن السلطة لا تملك من أمرها من شيء وليس بمقدورها أن ترد يد لامس.
إن على أهل فلسطين أن ينفضوا عن هؤلاء المسمين "بقادة" السلطة وهم لا يَعدون مجرد عرابيين للمشاريع الغربية الاستعمارية، وأن يفشلوا مساعيهم ويعرّوهم سياسياً ليفشلوا بذلك المخططات الغربية الاستعمارية.
وإن يوماً سيعاد فيه للمسلمين عزتهم وكرامتهم بات قريباً بإذن الله وساعتئذ سيقدم هؤلاء المفرطين بحقوق الأمة والمستخفين بها بل والمتآمرين عليها للمحاكمة العسيرة، ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
17-9-2010م