بيت لحم- معا- صرّح وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط انه سيصل للفلسطينيين في حال التوقيع على اتفاق سلام مع الجانب "الإسرائيلي" من 40 إلى 50 مليار دولار، بهدف المساهمة في بناء الدولة الفلسطينية وكتعويض عن الأراضي التي فقدوها وفتح المجال أمام قدرة هذه الدولة على الحياة في المنطقة.
وبحسب ما نقل موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد جاءت تصريحات أبو الغيط لوكالة الأنباء الرسمية المصرية وللتلفزيون المصري تم نشرها صباح اليوم الثلاثاء، وقد أكد أبو الغيط أن هذا المبلغ سيكون مساهمة من دول العالم في بناء الدولة الفلسطينية بعد التوقيع على اتفاق السلام دون أن يشير إلى هذه الدول.
*****
إنّ من يعيش في فلسطين يدرك مدلول تصريح "أبو الغيط" تمام الإدراك، إذ أنّ مثل هذه العروض قد مرت على أهل فلسطين من قبل، فيهود ومنذ عقود وهم يسعون إلى تملك الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة بعقود شراء وبيع، وذلك من خلال العملاء وبائعي الأراضي، الذين كانوا يغرون بسطاء الناس وفقراءهم وأصحاب الذمم الرخيصة ببيع أراضيهم إلى يهود بأموال طائلة مقارنة بمعدل ثمن الأراضي ومعدل دخل الفرد.
ولقد كان ومازال هؤلاء ممن باعوا أراضيهم أو ممن سمسروا في بيع الأراضي يوصمون بالعملاء، الذين يلعنهم الناس أجمعين، ويأبى الشرفاء أن يقيموا معهم علاقات اجتماعية، كعلاقات الزواج أو حتى المجاورة بالسكن أحياناً، وهم دائما كانوا معرضين للقتل من قبل "ثوار" الأمس وحركات "المقاومة"، حتى كان يهود يضطرون إلى تسليحهم وتأمين الحماية لهم قبل مجيء السلطة. والسلطة نفسها في بداية مشوارها في فلسطين قامت باعتقالهم والتحقيق معهم، ولكنها سرعان ما أفرجت عنهم وأصبحوا في مأمن تحت ظلها، فلا تمتد إليهم أيدي الأجهزة الأمنية ولا يسمحون "لثوار" الأمس بالمساس بهم.
والآن أصبح البيع –وهو ما كان يسمى بالأمس عمالة وخيانة- علناً وبالجملة!!
ولقد وصلت الجرأة بأبي الغيط أن يعرض هذا الأمر بالوكالة عن يهود وأمريكا، أمام مليار ونصف مليار مسلم، وأمام أهل فلسطين كافة، دونما خجل أو حياء من الله ورسوله والمؤمنين. ولكنه ما تجرأ على ذلك لولا أنّه يعرف أنّ السلطة الفلسطينية رخيصة الذمة، ومستعدة للتفريط بفلسطين بأقل من هذا المبلغ بكثير، لولا الناس الذين يتوقف عليهم نجاح أو فشل العملية.
ألا قد آن الأوان لجيوش المسلمين أن تتحرك لتخلع الحكام وأزلامهم، ولتجيب على عروض الحكام وعلى من وراءهم بأنّ فلسطين ليست للبيع، وثمنها لا يقدر أحدٌ على دفعه، فأرضها رويت بدماء الصحابة والشهداء، وسماؤها تشرفت بعروج سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
وليعلنها أهل فلسطين صراحة في وجه السلطة والحكام بأنّ أرض فلسطين ليست للبيع يا حكام السوء.
 
7/9/2010