شارك عشرات المقدسيين صباح الأربعاء 18-8-2010 في مسيرة منددة بقيام جرافات الاحتلال بتجريف وإزالة وهدم قبور المسلمين في مقبرة مأمن الله الإسلامية في القدس المحتلة.
وسبق أن نشرت صحيفة معاريف مخططاً لإقامة أنفاق أرضية تربط بين حارة الشرف المصادرة في البلدة القديمة بالقدس وساحة البراق .
وللتعليق على هذا الخبر نتناوله من زوايا عدة:
أولاً: لقد باتت جرائم يهود بحق القدس والمسجد الأقصى روتيناً يومياً، فلا يكاد يمر يوم إلا ويبتكر كيان يهود وسيلة لإحكام سيطرته على القدس أو لتهوديها أو للإضرار بالمسجد الأقصى وخلخلت أركانه عبر الحفريات التي جعلته معلقاً في الهواء.
ثانياً: إن مما أطمع كيان يهود بالقدس والمسجد الأقصى هو انعدام ردات الفعل أو سخافتها تجاه ما يقترف من جرائم، فكل جريمة يرتكبها هذا الكيان الغاصب تستأهل تحرك الجيوش لتزلزل أركان هذا الكيان المسخ، لكن أنظمة الجور قد استمرأت الذلة والمهانة بل كانت طوال عهدها حارسة أمينة لهذا الكيان، وأقصى ما يمكن أن يصدر عنها دعوة للأمم المتحدة أو لليونسكو لكي تحمي مقبرة مأمن الله وكأن المسألة مسألة آثار ومعالم تاريخية لا احتلال واغتصاب للأرض والمقدسات يستدعي التحرير!! أو دعوة للجنة القدس الميتة لتلتئم من بعد أن تبعث من رقادها أو ضوضاء تصدر عن بعض المهرجين من الحكام هنا أو هناك.
ثالثاً: لقد بات أهل القدس في مواجهة خطر التهويد والتجريف وابتلاع الأراضي وحدهم في ظل تخلي السلطة والحكام عنهم، بل إن السلطة لا تخجل في دعاويها مناصرة القدس عبر أنشطة سخيفة كماراثون رياضي على أطراف القدس نصرة لها!!! ساء ما يحكمون.
إن القدس تستصرخ المسلمين -وقد تركت وحيدة- أليس فيكم رجل رشيد؟! وتنادي على جيوش الأمة الرابضة في ثكناتها، أليس منكم من يغار على أولى القبلتين ومسرى نبيه؟! أين طائراتكم وراجمات الصواريخ؟! أين دباباتكم وأساطيلكم البحرية؟! أعجزتم حتى ضاق العجز بكم ؟! أم تراكم قد أخلدتم إلى الأرض فليس في أفواهكم طعم للعزة؟!
إن القدس تستصرخ أهل القوة والمنعة كما استصرخت صلاح الدين من قبل، فهل فيهم صنو صلاح الدين والمعتصم والظاهر بيبرس وقطز؟؟؟
18-8-2010م