نشرت صحيفة الإنديبندنت البريطانية اليوم الثلاثاء (27-7) تقريراً أمريكياً يشير إلى أن واشنطن قامت بصرف ما يقارب 400 مليون دولار لتدريب مليشيا عباس منذ العام 2007، وذلك من أجل التصدي للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة. وأكد التقرير وجود أكثر من 45 مستشاراً عسكرياً من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا يعملون في الضفة الغربية المحتلة لتدريب أجهزة عباس ووضع الخطط لها لمحاربة المقاومة الفلسطينية واجتثاثها.
ويشير أيضا إلى أن الولايات المتحدة قامت بتدريب 4 كتائب تابعة لمليشيا عباس، وكتيبة واحدة تابعة للحرس الرئاسي في الأردن، تضم 2500 جندي. وتخطط الولايات المتحدة لتدريب 5 كتائب أخرى.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد كشفت قبل أيام بأن الكيان الصهيوني أوصى بالسماح لسلطة عباس باستيراد 50 آلية مدرعة روسية الصنع، على ضوء ما وصفته بـالتحسن الكبير في التعاون الأمني بين الصهاينة وسلطة عباس.
***
تتجذر يوميا حقيقة كون السلطة الفلسطينية مشروعا أمريكيا بامتياز وتزداد العلاقة العضوية بين المال وبين ارتباط رجال السلطة وموظفيها بالإدارة الأمريكية الممول الأساسي للسلطة، مما يدفع السلطة ورجالها المترفين إلى تقديم كل التنازلات والاشتراطات الأمريكية مقابل الراتب والحوافز المالية، ليبقى المال الحافز الرئيسي لوجود السلطة كشركة أمنية تقدم الخدمات ليهود وتحرس المشروع الأمريكي في المنطقة، ولا تملك السلطة وموظفيها أي خيار أمام هذه الحقيقة فالانتقال للمفاوضات المباشرة أو غيرها من مفردات المسلسل الخياني يتم في الوقت المحدد أمريكيا ولا قيمة للتصريحات والاعترافات بفشل المفاوضات غير المباشرة أمام القرار الأمريكي وعصا التمويل فقد ذكرت صحيفة هآرتس أن المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل نقل مؤخرا رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" حذره فيها من أنه لن يحصل على دعم الرئيس الأمريكي لإقامة دولة فلسطينية إذا لم يوافق على بدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وأمام هذه الصراحة المذلة للسلطة ورجالها لم يبق لرئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات إلا تأكيد الأنباء التي تتحدث عن تلقي عباس رسالة كهذه, وقال "إن الولايات المتحدة لم تهدد بوقف الضغط على إسرائيل بخصوص تجميد البناء في المستوطنات إذا لم يتقدم الفلسطينيون للمفاوضات المباشرة".
هذا هو واقع سلطة الإثم تبتلع الأموال لتصد عن سبيل الله وتحارب المسلمين، لتقف حارسة لأمن يهود ومنفذة لسياسة الإدارة الأمريكية، فقد سقطت ورقة التوت وشعارات الوطنية الخادعة وبات المال المحرك الرئيس للسلطة وشريان الحياة لرجالها يقدمون التنازلات تلو الأخرى من أجل عرض دنيوي زائل.
وجاهل من يظن أن قضية فلسطين يمكن أن تهدأ أو تحل على أيدي هؤلاء المرتزقة، فالأرض المباركة ملك للأمة الإسلامية وفلسطين أكبر من أن يتنازل عنها مرتزقة صغار، فأولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول عليه السلام ينتظر ذلك اليوم الذي تقوم فيه دولة الخلافة لتحرك الجيوش فتعيد لفلسطين عزتها ومكانتها المرموقة في قلب العالم الإسلامي وتنسي يهود والأمريكان وساوس الشيطان.
29/7/2010