عمان- أبلغ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء ضرورة إيجاد بيئة كفيلة بإطلاق مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين.
 كما أكد الملك خلال اللقاء أن السلام الشامل الذي يضمن حقوق جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يستدعي تكاتف جميع الجهود ووقف كل الإجراءات الأحادية التي تعيق الوصول إلى حل الدولتين، الذي يشكل شرط تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
****
تسير السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية التابعة للإدارة الأمريكية بخطى متسارعة لتوفير تلك البيئة التي تضمن ليهود أمنهم واستقرارهم، وقمع كل من يقف أمام المشروع الصهيوأمريكي في السيطرة على مقدرات الأمة واحتلال أرضها ومنع وحدتها وإقامة دولة الخلافة التي توحد المسلمين وتنهي الكابوس الذي تعيشه الأمة تحت حكم الرويبضات وكلاء الاستعمار، فبعد اجتماعه بملك الأردن وتأكيدا على طبيعة البيئة الكفيلةبإطلاق عملية السلام قال نتنياهو في سياق كلمة ألقاها مساء اليوم في حفل تخريج دورة جديدة من كلية الأمن القومي أقيم على جبل سكوبس في القدس انه يجب التأكد من عدم إدخال صواريخ وقذائف صاروخية إلى المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل في إطار اتفاقية سلام. وشدد على ضرورة ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها في الظروف الجديدة.
وتسهر السلطة الفلسطينية من جانبها على خدمة يهود وخلق بيئة كفيلة بتحقيق الأمن ليهود وقطعان مستوطنيهم وسط رضى يهود ومباركتهم لدرجة دفعتهم لحضور مناورة للحرس الرئاسي، فبعد قيام رئيس الإدارة المدنية العميد "يوآف مردخاي" وقائد المنطقة الوسطى الجنرال "آفي مزراحي"، بحضور مناورة أجراها الحرس الرئاسي الفلسطيني نُقِل عن "مردخاي" قوله: "إن العلاقة بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية، هي علاقة مهنية جدا وناجحة جدا في خلق الهدوء الأمني، الذي يحمي كل الأطراف" واستعرض الحرس الرئاسي الفلسطيني أمام الحضور طُرق العمل التي يستخدمها في نشاطه ضد التنظيمات "الإرهابية" والعنيفة.
وأضاف "مردخاي" "أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية تعمل بالتعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية، وعلى رأسها الجيش الإسرائيلي، وفي الفترة الأخيرة وطدت علاقات العمل بين الجيش وأجهزة الأمن الفلسطينية التي تقوم بتنفيذ نشاطات ناجعة ضد التنظيمات الإرهابية".
وفي تقرير له يرى المحلل السياسي المعروف في صحيفة معاريف "بن كاسبيت" أن جنين اليوم لم تعُد كالأمْس، فالهدوء والأمان الذي يحظى به الإسرائيليون لم يسبق له مثيل، راجعا الفضل في ذلك للتنسيق الأمني المتبادل بين الأمن الإسرائيلي ونظيره الفلسطيني.
ويتسابق رجال السلطة في خلق تلك البيئة الآمنة ليهود فيطلب محافظ جنين موسى قدورة من رئيس الإدارة المدنية المدعو "بولي"، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش "آفي مزراحي"، أن يفتحا المدينة لليهود أيضا.
ووجه "قدورة" دعوة للإسرائيليين للقدوم لجنين، وقال: "أنا أدعو الإسرائيليين من هنا إلى إتيان جنين، المدينة مفتوحة أمامكم، ونحن مستعدون لقبول الجميع من جميع الشعوب والأديان والألوان ما عدا المستوطنين بطبيعة الأمر.. أهلا وسهلا".
وحاول حاكم جنين طمأنة الإسرائيليين بقوله: "جنين أكثر أمنا من تل أبيب، ولا يوجد عندي جريمة لا تُحل ألغازها فجميع القضايا تُحل وجميع الجُناة يعتقلون، حيث يوجد عندنا محاكم وسجن ونظام في الشوارع، ولنا سيطرة أمنية كاملة، ولا يوجد عندنا ما يُقلق"، وما يقلق اليهود واضح فقد تكفلت السلطة بقمع واعتقال وتعذيب كل من يشكل تهديدا على امن يهود ، ولا يخجل رجال السلطة من خدمة يهود فقد أصبح ذلك يسمى محافظة على المشروع الوطني وخلقا للبيئة الكفيلة بإحلال السلام وإقامة الدولة .
وفي نفس السياق و في إطار خلق تلك البيئة الموبوءة يذكر تقرير صحفي بأنه يعمل في رام الله أكثر من 50 مقهى، وعشرات المشارب والمراقص وسائر أماكن قضاء الأوقات ولونا بارك مدهش يعمل في الليل أيضا وقصر ثقافة.
هذه هي البيئة التي يتحدث عنها وكلاء الاستعمار ورجال السلطة .. خدمة لليهود وسهر على أمنهم وإمعان في محاربة الإسلام وأفكاره وتمييع للشباب ونشر للرذيلة في أوساطهم، وقمع للعاملين لإعادة حكم الله في الأرض واعتقالهم ومطاردتهم ، والتنكيل بكل من يقف في وجه يهود أو يحاول مس أمنهم.
وهذه هي السلطة الفلسطينية وهذا هو مشروعها الوطني الذي تتلقى لأجله الرواتب وتغدق عليها الأموال ،
وهذه هي الأنظمة التي تحفظ امن يهود وتريد تقسيم الأرض بين أهلها ومغتصبيها ،
فلم يبق للأمة سوى الالتفاف حول العاملين المخلصين لإعادة حكم الله في الأرض وإقامة الخلافة الراشدة التي تشكل البيئة الكفيلة بتحريك طاقات الأمة لتحرير البلاد والعباد وحمل الإسلام رسالة نور للبشرية.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)