قال شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان أصدره الأربعاء أن المصالحة الفلسطينية فريضة شرعية ومن يعطلها آثم، وقال في بيانه، الذي بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، انه لابد من الانتباه إلى أن وضع العراقيل في طريق واجب المصالحة الشرعي والمقدس، هو إثم ومعصية وحسابه عند الله يوم القيامة.
وأضاف انه يهيب بالأخوة الفلسطينيين مهما كانت انتماءاتهم أن يرتفعوا فوق خلافاتهم ويستشعروا فداحة المسؤولية ودقة الموقف الخطير الراهن للقضية الفلسطينية ويدركوا انه لا يمكن مواجهة العدوان والصلف "الإسرائيلي" بالفرقة والخلاف.
وحذر الطيب من أن الانقسام الحالي بين الفلسطينيين قاد المنطقة إلى ضرر محقق وأن إزالة هذا الضرر تقتضى زوال السبب وعلى الفلسطينيين بذل كل الجهد لإتمام المصالحة وفقا للقواسم المشتركة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وعليهم نبذ التعصب الحزبي والفئوي والتسامي فوق الصغائر.
=-=-=-=-=-=
ما أكثر فتاوى المناسبات وفتاوى المصالح وما أقل فتاوى الحق في هذه الأيام، وهذه الفتوى تعد نموذجًا لاستغلال المناصب الدينية الرسمية لصالح النظام الذي يدفع لها أجرتها، وهي كذلك دلالة على مستوى هؤلاء العلماء الرسميين وبعدهم عن حقيقة ما يعلمون ويحملون.
فشيخ الأزهر يعتبر المصالحة الفلسطينية فريضة شرعية وأن من يعطلها آثم، ووصف هذه المصالحة بالواجبة شرعًا وبأنها تكون وفقًا للقواسم المشتركة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني!
ولكنه لم يقل لنا على أية أسس وما هي القواسم المشتركة التي يريد شيخ الأزهر إجراء المصالحة بحسبها؟!
أم أنها دعوة من شيخ الأزهر للموافقة على شروط اللجنة الرباعية المجرمة والانخراط في المشاريع الأمريكية سراً وجهراً؟!
ولم يقل لنا عن أية حقوق ثابتة يتحدث هل يتحدث عن تلك الحقوق التي يتحدث عنها النظام المصري المتمثلة في جزء يسير بلا سيادة مقابل الاعتراف بحق يهود في معظم فلسطين؟ أم عن حق الأمة في كل فلسطين؟!
ولم يقل لنا كذلك كيف أصبحت أرض الإسراء والمعراج حقًا للشعب الفلسطيني دون غيره؟!
وكذلك لم يبين لنا شيخ الأزهر وهو يجري في حديثه مجرى السياسي الواقعي كيف يمكن لأهل فلسطين وحدهم سواء أكانوا مجتمعين أم متفرقين أن يحرروا الأرض المقدسة بمفردهم؟!
أليس الجهاد هو الواجب على الأمة وجيوشها يا شيخ الأزهر؟
أليس الصلح مع يهود والاعتراف بهم هو الحرام يا شيخ الأزهر؟
أليس مظاهرتهم وموالاتهم ومساعدتهم وحراسة حدودهم هي الحرام يا شيخ الأزهر؟
أليست وحدة المسلمين كل المسلمين على أساس الإسلام هي الواجب يا شيخ الأزهر؟
أليس الحكم بالإسلام هو الواجب يا شيخ الأزهر؟
أليست غزة أولى بالغاز من يهود يا شيخ الأزهر؟
أليست القدس ومسجدها الأقصى تحت الاحتلال اليهودي الغاشم وأنتم بلا حراك يا شيخ الأزهر؟
أليست نساء المسلمين تغتصبن على علمك يا شيخ الأزهر؟
أليست ثروات المسلمين تنهب على علمك يا شيخ الأزهر؟
فهلا تعيد سيرة العز بن عبد السلام وغيره من العلماء الأفذاذ الذين صدعوا بالحق وكانوا مشاعل هداية للأمة على طول عهدها يا شيخ الأزهر، ألاَ فأَعدها وإلا فلا حاجة للأمة بك.
2-7-2010