في حديث خاص لوكالة هلا فلسطين صرح عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين الأستاذ حسن المدهون بأن إبعاد النواب العرب عن القدس إنما يمثل حالة ازدراء بمشروع السلطة الفلسطينية ومشاريع السلام المزعومة، واستخفاف بجدية ما يسمى بالمفاوضات غير المباشرة، وعدم التزام بالتعهدات التي زعمت السلطة أنها قُدمت من كيان يهود للطرف الأمريكي، والتي تقضي بعدم القيام بأي خطوات تمس أجواء الثقة بين الطرفين.
معتبراً أن يهود يضربون بعرض الحائط –كطبعهم وعادتهم المتوارثة- بكل الالتزامات والتعهدات (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم)، فيهود ماضون في تهويد القدس رغم أكاذيب وأوهام المفاوضات غير المباشرة، فهم يهدمون البيوت فوق رؤوس ساكنيها ويهجرون أهلها بدعاوى إقامة حدائق تراثية، وهم ماضون في إقامة الوحدات الاستيطانية وليس آخرها إقرارهم مباشرة بناء 1600 وحدة في "رامات شلومو".
واعتبر المدهون أن قيام كيان يهود بإلغاء ذكر اتفاقية أوسلو من مناهج التعليم برغم ذكرهم لحوادث أحدث هو صفعة جديدة للسلطة فوق كل الصفعات التي اعتاد كيان يهود لطم السلطة بها.
واعتبر المدهون أن السلطة والحكام العرب يتحملون كامل المسؤولية تجاه جرائم يهود بحق فلسطين وأهلها ومقدساتها فهم من أسلم فلسطين ليهود وتركوا أهلها لوحدهم في مواجهة الاحتلال بل إنهم لا زالوا يتآمرون على أهل فلسطين عبر تبنيهم للسلام كخيار استراتيجي وعرضهم للمبادرة العربية المخزية للسلام. وهو ما يجب-بحسب المدهون- شجبه واستنكاره ورفضه واصفاً إياه بقمة الخنوع إذ أن الحكام بيدهم القوة المادية القادرة على تخليص فلسطين ولكنهم مع ذلك أسلموها ليهود على طبق من ذهب.
وتساءل المدهون مستنكراً عن موقف السلطة الفلسطينية تجاه ما يجري وعاب عليها وقوفها موقف المتفرج والشاجب والمستنكر وهروعها في كل مرة للأمم المتحدة و"للمجتمع" الدولي، معتبراً أنها بذلك تلعب دور شاهد الزور فقط إن لم تكن شريكاً في الجرم!!
 واستنكر المدهون إقدام السلطة على ممارسة الفساد ونشره في أوساط أهل فلسطين بكافة أشكاله، معتبراً أن تلك الأعمال، كتنظيم مسابقة للجمال ورعاية عرض للأزياء في بيت ساحور مؤخراً، هو عمل مكمل لمهمة تضييع فلسطين ولا يقل جرماً عن التفريط في الأرض المباركة بل هو إيجاد للتربة "الخصبة" التي لا تغار على عرض ولا تثور لانتهاك الحرمات لتتمكن السلطة من تمرير المخططات السياسية وتضيع المقدسات بدون أي محاسب أو نكير لها.
وحول ملف المصالحة أكد المدهون عدم جدوى الحديث الإعلامي الممجوج عن المصالحة التي أصبحت مثل كرة الثلج، تكبر وتكبر ثم سرعان ما تتفتت، ليعود الحديث عنها في جولة أخرى دون نتيجة، معتبرا أن المصالحة باتت قضية دولية وليست شأناً محلياً والقرار فيها يعود للقوى المؤثرة في المنطقة وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، واعتبر المدهون الورقة المصرية تجسيداً للإرادة الأمريكية وهي ورقة ضغط على أهل فلسطين لكي يقبلوا الشروط الأمريكية بكل صراحة ويقروا بشرعية كيان يهود، ودعا المدهون الأطراف المتنازعة "إلى الانعتقاء من الاملاءات الخارجية والتحاكم إلى شرع الله عز وجل ومنه التوحد على ما قاموا عليه أو نادوا به ذات مرة وهو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر والذي بات بسلوكهم الحاضر المتمسك بسلطة واهية تحت الاحتلال جزءا من الماضي".
وحول المفاوضات بين السلطة وكيان يهود، اعتبر المدهون أن هذه المفاوضات باطلة شرعا في أسسها وفي نتائجها، سواء أتوقف الاستيطان أم لم يتوقف وسواء أفضت تلك المفاوضات إلى إقامة دولة تكون صورة مكبرة عن نموذج السلطة المهترئة أم لم تفض إلى ذلك، قائلا "واهم من ظن أن هذه المفاوضات ستفضي إلى إقامة دولة وحتى لو أفضت فإنها ستكون دولة على جزء من أرض فلسطين تحمي المحتل وتشرع وجوده".
ويذكر أن حزب التحرير لا يعتبر قضية فلسطين قضية فلسطينية أو حتى عربية ويعتبر تلك الأبعاد انتقاصاً لها، وإنما يعتبرها قضية إسلامية حيث ينادي بتحريك جيوش المسلمين من أجل تحرير فلسطين وكل شبر محتل من أرض المسلمين، ويدعو الأمة بكل طاقاتها للتوحد لإقامة الخلافة، معتبرا أن ذلك هو الحل الوحيد لقضية فلسطين ولا حل سواه.
 
26-6-2010