طالب أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة "التحرير" حسب وكالة معًا المجتمع الدولي التدخل العاجل والحاسم لتجنب حرب دينية واقعة لا محالة إذا استمر كيان يهود في سياسته العدوانية في القدس، وقال بأن "إسرائيل" تسابق نفسها، وتماطل العالم، لاستكمال مشروعها الاستيطاني بتهويد القدس.
 
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
 
لقد تكررت الدعوات التحذيرية من قبل قادة السلطة ورجالاتها مثل عباس وقريع من الحرب الدينية التي يمكن أن تندلع إذا فشلت مشاريع التصفية المطروحة. وتناغمت هذه الدعوات مع تحذيرات سابقة لتسيبي ليفني من أن الصراع في فلسطين يمكن أن يتحول إلى نزاع عقدي لا يمكن إيجاد حل له!
 
يمكن لأي مسلم أن يتفهم تحذير ليفني هذا وخوفها من الحرب العقدية التي إذا نشبت ستزيل كيانها من جذوره وتريح العالم من شروره، وأن يتفهم حقيقة موقفها من أنها حريصة على الرؤية الأمريكية التي تضفي الطابع الوطني الضيق على الصراع، وكأن الصراع صراع فلسطيني "إسرائيلي" على مكان الحدود وحصة المياه و...، وتُغيب المنطلق الحقيقي للصراع وهو المنطلق العقدي، حيث يرى المسلمون فلسطين أرضاً إسلامية صرفة ويحاول هؤلاء تزويره وتغييبه، وهو المنطلق الذي ينطلق منه قادة يهود كذلك حيث يقولون أن التوراة أقوى من أي وثيقة سياسية والضفة الغربية هي مهد اليهودية ! على حد زعمهم.
 
 ولكن كيف لمسلم أن يتفهم تصريحات قادة السلطة وخشيتهم من ظهور الحقيقة وقولهم بأفواههم أن مشروعهم الوطني المزعوم هو الأداة السياسية لتزوير وجه الصراع وضمان بقاء كيان يهود يتمتع بالأمن والسلام على أرض الإسراء والمعراج؟! فهل يهدد قريع كيان يهود بهذه الحرب عسى أن يُبقي له ولسلطته بعض ماء الوجه فتسير قليلاً في مشروع المفاوضات لتنفّس الأجواء المشحونة ؟!
 
إن يهود مطمئنون آمنون بوجود مثل هذه المشاريع وأمثال هؤلاء القادة الذين يدركون الحقائق ويسيرون بكل وعي وإدراك في خطة التفريط بالأرض المباركة فلسطين.
 
إن فلسطين كل فلسطين لن يحررها ويعيدها إلى مكانتها الحقيقة إلا جيش مسلم عقدي لا طوابير التجار والمفاوضون المتخاذلون الذين يفرقون بين غزة ويافا وبين رام الله وحيفا ويلهثون وراء منصب وربطة عنق وسيارة في وليمة بيع فلسطين..
 
إن الحقيقة القاطعة التي تسعى دول الكفر -بمساعدة أدواتها من العملاء- لتزويرها هي أن المعركة معركة عقدية ليس غير، ولكن أنى لهؤلاء أن يزيفوا الحقائق أو يحرفوا العقائد، ففلسطين ليست مجرد قطعة أرض يريد اللاجئون أن يعودوا إليها بأي شكل، بل هي أرض إسلامية خراجية مباركة وهي قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وعندما احتلها الكفار احتلوها كذلك بدافع عقدي فقالوا: ها قد عدنا يا صلاح الدين، وقالوا: اليوم انتهت الحروب الصليبية، واليهود يجعلون التوراة مرتكز حقهم في فلسطين، فالصراع بين الطرفين صراع حضاري عقدي.
 
 وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بأن نهاية يهود -القريبة بإذن الله- ستكون بحرب عقدية وليست وطنية أو قومية أو مفاوضات أو عن طريق الأمم المتحدة أو غير ذلك، فقال عليه السلام: «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ» فقال يا مسلم وليس أي شيء آخر.
 
فإلى نبذ ما يسمى بالمشروع الوطني ندعوكم، وإلى مشروع الخلافة العظيم الذي من شأنه أن يعيد الأمة إلى قيادة العالم من جديد ندعوكم أيها المسلمون.. إلى عز الدنيا ونعيم الآخرة ندعوكم فحي على الفلاح.
 
(وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
 
24-6-2010