قال محمود عباس إن أي رفع للحصار المفروض على قطاع غزة يجب أن تسبقه مصالحة بين حركتي فتح وحماس، وأن تكون حكومة سلام فياض طرفا فيه، في حين اتهمته حركة حماس بالسعي لإجهاض التحركات الدولية الداعمة لها. وذلك كما نقلت الجزيرة نت. وأصر عباس على الرجوع إلى اتفاق 2005 بشأن معبر رفح، فيما رفضت حماس مجددا هذا الاتفاق واعتبرته انتهى بانتهاء ولاية حكومة 2005.
إنه بعد حادثة الهجوم على قافلة مرمرة والاستيلاء عليها في أعالي البحار من قبل كيان يهود المارق، تشكلت أجواء جديدة في المنطقة وأصبح كيان يهود في حرج أمام الرأي العام الذي تصاعدت قوته، فكان لابد من امتصاص هذه الموجة أو الالتفاف عليها، فبدأت التصريحات المضللة حول ضرورة إنهاء حصار غزة، وتعالت الأصوات وتفتقت عقلية الإدارة الأميركية والإتحاد الأوروبي عن مبادرات واقتراحات ماكرة، وأصبحت هذه القضية ملعبًا لكل متلاعب ومنبرًا لكل منافق حتى أوباما وبلير أنفسهم صاروا يتباكون على غزة!!
ففكروا وقدروا وخرجوا علينا بتغيير وجه الحصار ومحاولة إفقاد حماس الورقة الرابحة التي تلعب بها وهي ورقة المعاناة الإنسانية،وبدأ نتنياهو بالحديث عن فتح بعض المعابر التجارية البرية وإدخال بعض الاحتياجات ومنع بعضها مثل مواد البناء بحجة عدم وجود آلية تضمن عدم وصول هذه المواد إلى حكومة حماس، وصار الحديث يدور عن معبر رفح وعن موافقة كيان يهود على فتحه ومرور الأشخاص وربما البضائع بآلية جديدة.
بالنسبة لحكومة حماس فقد قررت ركوب الموجة لعلها تسفر عن رفع الحصار الحقيقي عنها وهو الحصار السياسي والذي يمكن أن يبدأ رفعه بفتح معبر رفح بعيدًا عن سلطة رام الله وسيطرة اليهود ورحبت بالمراقبة الأوروبية، ولكن عباس أصر على الرجوع إلى اتفاق 2005 الذي يقضي برقابة أمنية ليهود ومراقبة أوروبية ووجود لسلطة عباس وبالتنسيق مع مصر، وذلك قطعًا لأي احتمال ممكن أن يعطي حماس مزيدًا من القوة.
والحاصل أن حكومة حماس تتمسك بحبال وهمية، وتجعل من الحبة قبة كما يقولون لأنها في مأزق لا تحسد عليه وتريد أي قشة تتعلق بها كما فعلت مع زيارة عمرو موسى الأخيرة الذي زارها باعتبارها حركة وليس حكومة.
إنه من المؤسف أن تصل الأمور بقضية فلسطين إلى هذا الحد، فيتم تقزيمها من قضية فلسطين الإسلامية إلى فلسطين العربية إلى الوطنية ثم إلى قضية غزاوية ثم إلى قضية معبر وقضية تنازع على شرعية زائفة، وإن فلسطين أيها الناس لا يمكن أن ترى خيرًا من السير والتعاون مع أميركا رأس الشر في العالم أجمع، فالحل يكون بالرجوع إلى الأمة وإلى ثقافة الأمة وعقيدتها ويتمثل ذلك في الوحدة على أساس الإسلام والجهاد في سبيل الله تعالى، فتتحقق بشرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بطرد اليهود من فلسطين المباركة كلها ونزول الخلافة ببيت المقدس.
16-6-2010