اجتمع أمس وزراء الخارجية العرب لتقرير ردهم "المناسب" على جريمة يهود الأخيرة التي ارتكبت في عرض المتوسط. وقرر المؤتمرون في القاهرة أن يرفعوا شأن حصار غزة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن مطالبين بإدانة هذا الحصار واتخاذ إجراءات لرفعه. واتفقوا على رفع موضوع المبادرة العربية للسلام إلى الاجتماع المقبل للقادة العرب، وتوجيه رسالة غير معلنة لواشنطن تتضمن موقف الدول العربية من المفاوضات.
***
كعادتهم، أصدر العرب قرارا عجباً عجاباً في سخرية متكررة تستخف بعقول الناس، متعامين عن حقيقة أن مصر- التي تحتضن الجامعة العربية وتأوي اجتماعاتها- هي طرف رئيس ومباشر في هذا الحصار المفروض على غزة.
وتعامى الوزراء العرب عن حقيقة المحافل الدولية وأن مجلس الأمن ومن ورائه الأمم المتحدة هما مجرد ألعوبة وأداة بيد أمريكا التي تناصر يهود في كل جرائمهم، وتستر عيوبهم: فهل يستجير عاقل بالنار من الرمضاء ؟! وإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة قد سبق القمة العربية بالدعوة لفك حصار غزة فما الجدوى من اجتماع العرب ومن قرارهم؟!
إن الحكام المفلسين لا يملكون سوى الحديث عن السلام ومبادرة أمريكا التي ألبسوها ثوباً عربياً، ولا يفقهون لغة الأبطال ولا يمتلكون نخوة القادة المخلصين، وفي كل مرة يزبدون ويرعدون ويهددون بسحبها: فهل يمكن للمنبطح أو العبد أن يهدد سيده؟! وفيمَ يهدده؟! هل يهدده بسحب مبادرة لم يأبه لها الكيان المغتصب لحظة أو يقيم لها وزناً؟!
إن هذا لعمر الحق سخف سياسي وتآمر مستمر -مع سبق الإصرار- على الأمة من حكام أصروا على العبودية:
(إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
وإن مساحيق التجميل الفاسدة والمنتهية صلاحيتها التي يعملون على تغطية وجوههم وفضائحهم بها لن تمكّنهم من إطالة أعمار أنظمتهم المهترئة والآيلة للسقوط.
3-6-2010