على الرغم من تآمر النظام المصري على قضية فلسطين وأهلها، وعلى الرغم من كون مصر كانت من أوائل الدول التي عقدت اتفاقيات سلام مذلة مع كيان يهود، وعلى الرغم من الخدمات الكبيرة التي يقدمها النظام المصري لكيان يهود، صباح مساء، بتآمره معه على أهل غزة المحاصرين، والسعي لتثبيت كيان يهود على أرض فلسطين، وغير ذلك من الأعمال التي تقطر عمالة وخيانة من النظام المصري لله ولرسوله للمؤمنين، إلا أنّ كل ذلك لم ينس الحكومة حجم الأمة وأهميتها، ودور الشعوب في تحديد الممكنات والمستحيلات.
فقد نشرت صحيفة الحياة الجديدة يوم أمس الأربعاء خبراً بعنوان:"«الخارجية» الإسرائيلية تشن هجوما حاداً على سفارة مصر بتل أبيب"، جاء فيه بأنّ مصدراً دبلوماسياً مسئولاً بوزارة الخارجية "الإسرائيلية" قد شن هجوماً حاداً على السفارة المصرية بتل أبيب مدعيا أنّها تتعامل مع "الإسرائيليين" بغطرسة شديدة، وذلك رداً على التعنت الذي أبدته السفارة لرفضها إصدار تأشيرات لمجموعة من الأطباء "الإسرائيليين" للمشاركة في مؤتمر «الدم» العالمي الذي سُيقام في مصر قريباً.
ويمضي الخبر شارحاً سبب التعنت المصري بالقول، وأوضح المصدر "الإسرائيلي" الذي تعمدت الصحيفة عدم الإشارة إليه نظرا لرفاعة منصبه بالوزارة "أنّ مصر ترفض تلك الطلبات بسبب الضجة التي يثيرها هناك الرأي العام من المدنيين المعادين لإسرائيل ومن النقابات المهنية والتهديد المستمر من قبل تلك النقابات في مقاطعة أي مؤتمر يشارك فيه أي إسرائيلي" وقالت الصحيفة "أصبح من الصعب جدا تغيير الأمور للأفضل حيث إنه منذ سنوات طويلة مرت على توقيع اتفاق السلام بين كل من مصر وإسرائيل إلا أن الرأي العام في مصر لا يزال ضد إسرائيل بل إنّ الأمر أيضا معقد بين النخبة ودائما ما يجعلون العلاقات مجمدة".
وهذا يبرهن برهاناً قاطعاً على مسألتين:
الأولى: أنّ الحكام لا يساوون شيئاً بدون شعوبهم، فقراراتهم تبقى حبراً على ورق بدون الشعوب، ومواقفهم لا قيمة لها بدون الشعوب، فإذا ما بقيت الأمة رافضة للخيانة والتفريط فلن تتمكن السلطة أو الحكام من تصفية قضية فلسطين ولو ركعوا وصلوا وحجوا لأمريكا وليهود.
الثانية: أنّ الأمة الإسلامية أمة حية، لم تمت، ولن تمت بإذن الله، فما زالت الأمة تنبض بنبض الإسلام، وما زالت الأمة تتحرك بقوة العقيدة وصلابتها، فحريٌ بكل من يئس من أمته أن يعيد التفكير في موقفه وأن يعيد تقييم الأمة بما تستحق.
20-5-2010