صرح وزير الحرب الصهيوني ايهود براك انه يجب على "إسرائيل" إحداث تغيير جوهري في وضع علاقاتها مع الولايات المتحدة وذلك عن طريق إطلاق مبادرة سياسية تشمل تنازلات كبيرة.
وأضاف انه يتعين على إسرائيل تعزيز الثقة بينها وبين الإدارة الأمريكية الحالية والامتناع عن اتخاذ إجراءات تؤدي إلى إظهار اسرئيل كالجهة الرافضة للسلام، حسب تعبيره .
وقال باراك في سياق جلسة لكتلة العمل في الكنيست اليوم إن الأمريكيين يبذلون جهودا جبارة في الشرق الأوسط كما أنهم يحافظون على التفوق النوعي الإسرائيلي في المجال العسكري وعليه فإنهم يتوقعون المساعدة من إسرائيل التي تتمثل في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين .
واعتبر باراك أن مكونات الاتفاق مع الفلسطينيين ستألو إلى رسم الحدود بين الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، الأمر الذي يضمن بقاء إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية لمدة أجيال ودولة فلسطينية قابلة للحياة من الجانب الآخر، حسب تعبيره.
***************
لا يرى ايهود باراك في ما تسميه السلطة ورجالها "عملية سلام" إلا من نافذة إحداث تغيير جوهري في علاقة الكيان اليهودي بحليفتها الولايات المتحدة من باب رد الجميل للجهود التي تبذلها الأخيرة في حفظ امن يهود وتفوقهم العسكري ويبدو الحل جليا واضحا لدى ايهود باراك، رسم حدود تضمن بقاء الكيان اليهودي عل معظم أرض فلسطين ودويلة فلسطينية "قابلة للحياة" على جزء يسير من أرض فلسطين.
ولا يعير باراك أي اهتمام لرأي أو تصريحات السلطة وكبير مفاوضيها، فهو يدرك من أين تأكل الكتف، ولايرى في السلطة إلا مجموعة من الموظفين يديرهم الجنرال دايتون ويصرف لهم الرواتب متى شاء وحسب الخدمات التي تقدمها شركة السلطة الأمنية المسلطة على رقلب أهل فلسطين لحراسة يهود، فباراك لا ينسى هذا الجميل للولايات المتحدة ولايرى بدا من مجاراتها في ايجاد حل يضمن تثبيت كيانهم لأجيال على حد تعبيره .
ويقفز باراك ليحرق كل المراحل ويضع تصوره الواضح للحل، فما الذي تبقى للمفاوضات غير المباشرة أو المباشرة؟؟؟.
وما قيمة رئيس السلطة و كبير المفاوضين في دائرة المفاوضات، وما قيمة قرارات الجامعة العربية ولجنة متابعة المبادرة العربية إن كان الحل جاهزا والتفاوض مع أسيادهم في البيت الأبيض .
إن الحقيقة الواضحة أنه لا قيمة ولا وزن يذكر لهؤلاء العملاء التابعين للإدارة الأمريكية، فقد تجاوزهم التاريخ وسبقتهم الأمة الإسلامية في فهم حقائق الأمور، ففلسطين تلهب مشاعر المسلمين حول العالم وقد اعترف قائد القيادة الأميركية الوسطى، ديفيد بتريوس
 "بالضرر اللاحق بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط بسبب التحالف مع إسرائيل"،
 وباتت تلك المشاعر المتأججة تجاه فلسطين تشكل خطرا على حياة الجنود الأمريكيين في كل مكان، وما ذلك إلا لكون فلسطين جزأ من عقيدة المسلمين التي تدفعهم للعمل لإقامة شرع الله في الارض وتنصيب خليفة يقلب موازين القوة لصالح خير أمة اخرجت للناس، فيحرر الأرض المباركة وباقي بلاد المسلمين ويحمل الإسلام رسالة نور للعالمين.
19/5/2010