لطالما حرص الغرب وأزلامه من حكام العرب والمسلمين العملاء على إخفاء حقيقة الصراع العقدي الذي يدور بيننا وبين الغرب، بين أمريكا وأوروبا وروسيا ودولة ويهود من جانب وبين المسلمين من جانب أخر، في فلسطين والشيشان والعراق وأفغانستان وكشمير وآسيا الوسطى وشرق آسيا والعالم الإسلامي كله.
محاولين تصوير الخلاف على أنه خلاف سياسي، لا علاقة له بالعقائد أو الأديان، مع أنّه لولا العقيدة لما حدث الخلاف ولما احتدم الصراع، ولكن الغرب يحرص على إخفاء عقدية الصراع لأنّه يعرف أنها ستكون حينذاك القاضية عليهم. فهم يعرفون أنّ العقيدة الإسلامية لا تُهزم.
وفي قضية فلسطين، رأينا كيف حذر حكام العرب يهود حينما قاموا بالاعتداء على أحد المساجد وحرقها، حذروهم من مغبة تحويل الصراع إلى صراع ديني، لأنّهم يعرفون أنّ الصراع الديني أو العقدي لا قبل لليهود ولا للغرب به.
ولكن الحقيقة أنّ الصراع هو صراع عقدي بالأساس، وما الطابع السياسي الذي يضفيه الحكام على القضية إلا تضليلا للمسلمين وحفاظاً على يهود.
فأول أمس قال نتنياهو في كلمة ألقاها الليلة الماضية في المعهد الديني اليهودي "مركاز هراف" بالقدس : "إنّ العلاقة بين الإسرائيليين ومدينة القدس لا يمكن قطعها وأن تطلعات الشعب اليهودي للعودة إليها والعيش فيها مستمرة منذ آلاف السنين". وأكد على أنّ النضال من أجل القدس هو نضال من أجل إثبات حقيقة كون هذه المدينة "حشاشة قلب شعبنا"".
وأمس صباحاً أدى العشرات من اليهود طقوساً وصلوات خاصة في باحات المسجد الأقصى بمناسبة ذكرى ضم القدس وفق التقويم العبري، وأنّ نحو 95 متطرفا تجولوا في باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة، وبعد قليل من دخولهم شرعوا بإقامة طقوس خاصة بالقرب من مدخلي باب القطانين وباب المجلس وهما من البوابات الرئيسية للمسجد. وغيرها من النشاطات التي نفذها يهود بهذه المناسبة في القدس.
وطبعا مثل هكذا تصريحات ومثل هكذا تصرفات ونشاطات لم تتوقف يوماً، ولكن حرص الغرب وحكام المسلمين على إخفاء حقيقة الصراع هو ما يجعل "الخلافات السياسية" والشكلية والتفاوضية، هو ما يطفو على السطح، في حين يُغيب الوجه الحقيقي للصراع، وكل ذلك حرصاً على يهود وعلى مصالح الغرب في فلسطين.
ولكنّ غطرسة يهود وتخاذل حكام العرب والمسلمين أنست يهود ضعفهم فظنوا أنفسهم أقوياء لا يهمهم شيئاً، فلم يعودوا يحرصون على إخفاء الوجه الحقيقي للصراع.
وبإذن الله دولة الخلافة قادمة قريباً لتعيد الأمور إلى نصابها والصراع إلى حقيقية، فيعز الله الإسلام ويذل الشرك والمشركين.
قال تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ }آل عمران141
13-5-2010