"السجن 10 سنوات لمدان بالشروع في تسريب أراض لإسرائيليين" هذا هو عنوان الخبر الذي نقلته وكالة معا يوم الخميس 6/5/2010، حيث قضت محكمة بداية قلقيلية، اليوم الخميس، بالسجن الفعلي لمدة عشرة سنوات مع الأشغال الشاقة على المواطن (ع. ب) من إحدى قرى محافظة قلقيلية، ووجهت المحكمة للمتهم تهمة شروعه في تسريب أراض (لإسرائيليين)، وذلك خلافا لأحكام قانون العقوبات المطبق في الأراضي الفلسطينية، بعد الاستماع لما قدمته النيابة من أدلة واعترافات بحق المتهم.
*****
لا شك أن التفريط بذرة تراب من أرض فلسطين هو جريمة كبرى يستحق فاعلها العقوبة، وهو خيانة ما بعدها خيانة يستحق من يقوم بذلك النبذ والازدراء والاحتقار والعقوبة. وإذا كانت عقوبة من يشرع بتسريب أراض ليهود هي عشرة أعوام مع الأشغال الشاقة، فماذا ستكون عقوبة من يبيع وليس من يشرع بالبيع؟ وكيف سيكون الحال مع من يبيع دونماً أو داراً، وماذا سيكون حال من باع وفرّط وتنازل عما يزيد عن 80% من أرض فلسطين؟
 فأين أحكام قانون العقوبات من قادة السلطة الذين وقعوا الاتفاقيات الخيانية مع كيان يهود، فتنازلوا لهم عن معظم فلسطين؟! وأين أحكام قانون العقوبات من مجرمي السلطة الذين لم يشرعوا وإنما باعوا ما يزيد عن عشرين ألف دونما من أراضي فلسطين ليهود؟! أو لم تثبت إدانة رئيس سلطة أوسلو الذي وقّع أمام العالم أجمع على بيع أراضي حيفا ويافا وعكا وطبريا وصفد وغيرها من أراضي فلسطين.
أيها المسلمون: لم تسل دماء أبنائكم ولم تفقدوا ذويكم، لم يسقط الشهداء والجرحى على أرض فلسطين ليُكَرَّم المجرم ولا ليسوّد الخائن، بل سقط الشهداء والجرحى لتحرر البلاد من دنس يهود وتعود الأرض عزيزة لأهلها أحفاد الفاروق وصلاح الدين، فخذوا على أيدي هؤلاء الخونة وانبذوهم نبذ النواة، والحذر الحذر من أن يصيبنا ما أصاب الذين من قبلنا،
 كما أخبرنا الصادق عليه السلام في الحديث الذي رواه البخاري: عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة ابن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتشفع في حد من حدود الله). ثم قام فاختطب ثم قال (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
6/5/2010