في إطار زيارة وزير حرب كيان يهود ايهود باراك لواشنطن، أكد الرئيس الأميركي لوزير الدفاع "الإسرائيلي" التزام واشنطن "الذي لا يتزعزع" بأمن "إسرائيل" على الرغم من التوتر بسبب النشاط الاستيطاني "الإسرائيلي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي في حديث صحفي إن الإدارة الأميركية طلبت من الجانبين "الإسرائيلي" والفلسطيني اتخاذ خطوات لبناء الثقة وإيجاد زخم يدفع مباحثات السلام إلى الأمام. وأضاف "لن نخوض في تفاصيل ما طلبنا منهم القيام به، لكن من الواضح أن هذا أمر مهم في الأجواء لرؤية تقدم في عملية السلام".
فما الذي بقي لتقدمه السلطة قرباناً على مذبح السلام الأمريكي؟! هل كل ما تمارسه السلطة من خدمات "جليلة" إرضاء ليهود ومن ورائهم أمريكا لم يكف هؤلاء حتى يعتبروا الأجواء غير مهيأة لعملية "السلام" فيطالبوا بالمزيد؟!! ثم لماذا يحجم المتحدث باسم الخارجية عن الكشف عما طلبته الإدارة الأمريكية من الطرفين؟! هل لأن طلباتها كانت مجحفة بحق يهود؟!! أم أنها كعادتها طلبت من الطرف الذليل مزيداً من الخنوع والاستكانة؟! ولا تريد كشف الموقف لتبقي على بعض من ماء وجه السلطة إن بقي في وجهها ماء أو حياء؟! وهل طلبت الإدارة الأمريكية من السلطة أن تكبح ما يسميه يهود بظاهرة التحريض ضدهم؟! وهل ما تمارسه السلطة بحق المساجد والمحاضرات السياسية العامة والدروس في المساجد، هي الجزء المتبقي على السلطة لتكسب رضا يهود ولتعتبر أمريكا تلك السياسة القمعية لأهل فلسطين هي بادرة حسن نية تجاه "السلام"؟! وهل ما قامت به السلطة من تدريبات عسكرية مؤخراً بالذخيرة الحية هي الاستعدادات الحقيقية لخوض معركة السلام؟!! أم هي البداية التي ستنطلق منها أجهزة دايتون لتحظى بالثناء اليهودي والأمريكي؟!! وهل كذبة السعي لإقامة الدويلة الفلسطينية ستبقى ذريعة هؤلاء المفرطين ليبرروا بطشهم وقمعهم لكل من يخالف بل وينكر عليهم جرمهم؟!!
أسئلة كثيرة ليس لها من إجابة سوى الخزي والعار والخضوع التام والمطلق لقرارات وإملاءات أمريكا ويهود الذي تسربلت به السلطة.
إن على السلطة أن تدرك أن أهل فلسطين باتوا على بينة من أمرها وأنها باتت أداة منتهية الصلاحية ولن تفلح بتمرير مخططات الأعداء على أهل فلسطين، فلم يعد ينطلي على المواطن البسيط أياً من مبررات السلطة في أي مجال من المجالات، لا سياسية ولا اقتصادية ولا ثقافية، فالتضليل والتنظير والبهرجة الإعلامية للخيانة لا تقوى على الصمود أمام ما لا تخطئه العين المجردة، مما ينذر السلطة بزوال قريب على أيدي أسيادهم إن لم تعاجلهم الخلافة وتعاجل كيان يهود ومن يقف خلفهم من قوى غربية استعمارية فتستأصل شأفتهم وتحرر بلاد المسلمين وتلقن كل من أساء للأمة ولفلسطين ومقدساتها درساً ينسيهم وساوس الشياطين.
تلك بشارة بإذن الله للمؤمنين الذي تعلقوا بحبل الله المتين، ونذير مبين لمن تعلق بخيوط أمريكا ويهود العنكبوتية.
(أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ)
27-4-2010