زار مبعوث اللجنة الرباعية ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير مدينة بيت لحم بهدف الاطلاع على ما تم إنجازه في القطاع الاقتصادي بشكل عام والسياحي بشكل خاص.
وأكد بلير أن قطاع السياحة الفلسطيني جزء أساسي من الاقتصاد الفلسطيني وبالتالي فإن الرباعية الدولية والمجتمع الدولي يولي هذا القطاع اهتماما كبيراً وأساسيا في عملية التنمية وتقوية الاقتصاد الفلسطيني.
وأوضح بلير أن الرباعية الدولية تعمل على تطوير برنامج ومشروع سياحي ضخم تتعاون فيه الأطراف الدولية مع طرفي الصراع الفلسطيني و"الإسرائيلي" مشددا على أن الرباعية الدولية تحاول أن تكون السياحة عاملا مهما في حل القضايا السياسية.
وأضاف بلير إن تقوية السياحة وتعزيزها مصلحة مشتركة بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين.
*****
في ظل فشل الإدارة الأمريكية في إدارة ملف الصراع في الشرق الأوسط، ومع تنامي صلف يهود وعلوهم واستكبارهم، بات الحديث عما يسمى بالمفاوضات و"عملية السلام" على لسان المسئولين الغربيين حديثاً مبتذلاً وفارغ المحتوى والمضمون.
ففي تقليعة جديدة يرى بلير أن السياحة يمكن أن تكون عاملاً مهماً في حل القضايا السياسية!! ولا يدري المراقب لهذه التصريحات أهي تصريحات لمجرد ملء الحديث الإعلامي لوسائل الإعلام؟! أم أن السخف السياسي قد بلغ ببلير أن يتحدث بهذه السطحية؟! أم أن بلير يعمد للتضليل سعياً للترويج لمشاريع الفسق والفجور التي تعدها الرباعية لأهل فلسطين باسم دعم السياحة ودعم الاقتصاد الفلسطيني؟!
كما أن للمراقب والمتابع لهذه التصريحات أن يتساءل؛ هل باتت اللجنة الرباعية هي أداة بيد نتنياهو ليحقق ما أسماه منذ لحظة وصوله لرئاسة الحكومة بالسلام الاقتصادي؟ أم أن تلك اللجنة لم تقدر على أن تتقدم شبراً في مخططاتها الجهنمية فتذرعت بالاهتمام الكاذب بالاقتصاد الفلسطيني على غرار المثل الشعبي القائل (اللي ما يقدر على الحمار يتشاطر على البردعة)؟!!
ثم لماذا لا يفوت بلير وغيره من القادة الغربيين دوام التذكير بمصلحة "إسرائيل" في السياحة أو في عملية السلام وفي كل شأن يتحدثون عنه؟! هل هو الطعم الذي تقدمه تلك الدول ليهود ليوافقوا على تسهيل بعض الإجراءات التافهة أم هو الحرص الحقيقي على مصلحة ربيبتهم "إسرائيل"؟!
إن بلير يدرك بلا أدنى ريبة أن قضايا الاقتصاد والسياحة وغيرها لا تقدم شيئاً يذكر في الشأن السياسي وان تلك القضايا واهتمام اللجنة الرباعية بها لا يعدو إشغال أهل فلسطين وإلهائهم في ظل عجز الإدارة الأمريكية عن الوفاء بوعودها الكاذبة للسلطة وللحكام المنبطحين على أعتابها والمرتمين في أحضانها، وفي ظل تعنت يهود وإجراءاتهم التعسفية بل الإجرامية بحق أهل فلسطين.
فعن أي اقتصاد أو سياحة يتحدث بلير والسلطة؟! وأهل فلسطين لا يأمنون التنقل بين مدن وقرى الضفة خشية ترحيلهم أو تهجيرهم؟! وعن أي اقتصاد يتحدث هؤلاء والأماكن التي يحلو لبلير والسلطة بتسميتها بالأماكن السياحية يملك يهود زمام التصرف بها؟! بل عن أي سياحة يتحدث هؤلاء ومقدسات المسلمين في فلسطين تنتقص من أطرافها ومن قلبها؟! بل وأهل فلسطين لا زالوا يقتلون ويشردون وتنتهك حرماتهم ويعتدي قطعان المستوطنين عليهم صباح مساء؟! لا شك أن الحديث عن السياحة لبلد يرزح تحت الاحتلال هو ضرب من السخافة أو السذاجة أو التواطؤ.
إن قضية فلسطين في ظل تواطؤ السلطة والحكام العرب قد قزّمت لا إلى قضايا فرعية وثانوية فحسب بل إلى توافه الأمور وإلى ما لا يذكر من التفريعات، وإن على أهل فلسطين أن يضعوا حداً لهذا التدهور الحاصل لقضية فلسطين وذلك بانفضاضهم عن مشروع السلطة الذي بات كابوساً يقض مضاجعهم ومدخلاً لكل مشروع سياسي تآمري أو فساد خلقي.
 
16-4-2010