ذكرت وكالة معا أن الشرطة الفلسطينية اعتقلت ناشطا بارزا في "المقاومة الشعبية للجدار"، وذلك خلال مداهمات قامت بها الشرطة لمنازل الناشطين في "المقاومة السلمية للجدار" في الضفة الغربية، الليلة الماضية.
ونقلت عن اللجنة الشعبية في بلدة بيت أمر أن الشرطة الفلسطينية حاولت أيضا اعتقال ناشط آخر إلا انه لم يكن في منزله، وأن الشرطة تسببت في حالة من الهلع والبكاء لأفراد عائلته أثناء المداهمة لمنزلهم، حيث شارك ما يقارب من 20 مركبة للشرطة في العملية يوم الأحد، وبدورها تساءلت اللجنة الشعبية في بيانها "هل تقوم السلطة الفلسطينية بمهام قوات الاحتلال؟"".
***
يوما بعد يوم يزداد تكالب الأجهزة الأمنية لتنفيذ مخططات الجنرال المجرم دايتون الرامية لحماية الاحتلال من أي تهديد أمني ومن أي منغص سياسي، بل وقد أصبحت الأجهزة الأمنية مسعورة في مطاردتها لأبناء فلسطين، كما أجرمت أيضا لدى محاصرتها أمس مسجد في الخليل لمنع عقد محاضرة لشباب حزب التحرير فيه.
إن هذه الأعمال الإجرامية التي تمارسها الأجهزة الأمنية على عين وبصر حكومة سلام فياض (الذي تظاهر في بلعين بنفسه) وعلى عين وبصر سلطة فتح (التي تنادى قياداتها بالمقاومة الشعبية)، لتؤكد نفاق فياض وحاشيته ونفاق سلطة فتح، وتكشف تضليلهم لأهل فلسطين، بينما هم سادرون في غيهم نحو تحقيق أمن الاحتلال وحفظ كيانه.
وكيف يمكن للناس أن تستغرب من اعتقال جنود الاحتلال اليهودي لعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لدى مشاركته بالتظاهر السلمي طالما أن أجهزة سلطة فتح نفسها تعتقل الناس بنفس التهمة؟ بل وهل يمكن أن تتوجه الأجهزة الأمنية للسلطة لاعتقال سلام فياض لمشاركته بالتظاهر؟
إن سياسة العربدة وكم الأفواه وحفظ أمن الاحتلال التي تنفذها الأجهزة الأمنية ستعود بالوبال على أفرادها عندما يلفظهم الناس بل ويلاحقونهم في الشوارع، ويبدو أن أفراد الأجهزة الأمنية لم يتعلموا من تجربة "جنود لحد" حيث رماهم الاحتلال اليهودي للذل والهوان بعدما انتهت صلاحيتهم لديه. إن من يخدم الاحتلال لا يحظى إلا بمزيد من الذل، وإن الأمة لا تنسى من يجرم بحقها، وستقتص منهم حين تمتلك زمام أمرها، وساعتها لن ينفع أفراد الأجهزة الأمنية الندم. "ولات حين مناص"
6/4/2010