تتعالى وتيرة الحرب الصليبية المعلنة وغير المعلنة على المسلمين في شتى أصقاع المعمورة، وتتجلى تلك الصورة وضوحاً مع كل حادثة إجرام يُكشف النقاب عنها يكون "أبطالها!!" جنوداً أمريكيين أو بريطانيين أو غيرهم تُرتكب بحق المسلمين في العراق وأفغانستان.
فلم يكن شريط الفيديو الذي كشف عنه مؤخراً ويبين مقتل 12 مدنياً عراقياً بدم بارد عبر طائرات أمريكية نفاثة مع سبق الإصرار والترصد حادثة مبتورة أو يتيمة لا نظائر لها، بل إن هذه الحوادث والتي تكررت والمخفي منها عظيم، تكشف النقاب عن توجه المؤسسة العسكرية الأمريكية والتي رسخت مفهوم الحروب الصليبية في جميع حملاتها التي شنتها على بلاد المسلمين عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
ويزيد من وضوح تلك الصورة القوانين "المبتكرة!!" التي تسنها الدول الأوروبية في حرب النقاب أو الحجاب، واستمرار إساءاتها المتكررة لنبي الرحمة عبر رسوم وأفلام دنيئة، في محاولة منها لتغذية مشاعر العداء الديني بين المسلمين وساكني تلك الأقطار، في محاولة يائسة لجعل شعوب أوروبا تتوحد –تحت ذريعة معاداة المسلمين- على مبدأ عفن أكل عليه الدهر وشرب وبانت كافة سوءاته أمام العالمين.
فلم يكن مشروع قرار حظر النقاب في بلجيكيا غير محاكاة لقرار حظر بناء المآذن في سويسرا وقرار حظر الحجاب أو غطاء الرأس في المؤسسات الحكومية الفرنسية.
إن هذه الحوادث تؤكد حقيقة صراع الحضارات الذي ما انفك يوماً عن الصراع القائم بين المسلمين والدول الغربية في الشرق الأوسط أو في غيره، والذي يسعى الكفار ومن شايعهم على دوام نفي هذه الحقيقة خشية أن تؤجج مشاعر المسلمين وحميتهم على دينهم، وتؤكد حقيقة نظرة الغرب للمسلمين والتي تتجسد في قوله تعالى (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ).
إن في تلك الحوادث وفي هذه الحقيقة البيّنة والتي تزداد سطوعاً يوماً بعد آخر درساً لكل من ارتمى في أحضان أمريكا أو فتح الأبواب وقنوات الاتصال الخلفية معها طمعاً في أن تشركه في لعبة سياسية قذرة أو تعطف عليه باعتباره طرفاً معتبراً أو تمّن عليه بدويلة هزيلة أو تضغط على أحبائها يهود ببعضٍ من قارص الكلام. إن في ذلك عبرة لمن يعتبر؛ أن أمريكا وهي رأس الكفر في هذا الزمان والدول الغربية التي تسير على خطاها هم العدو، فوجب على المسلمين أن يحذروهم وأن ينظروا إليهم نظرة العداء، فالدم الذي يراق في شوارع بغداد هو نفس الدم الذي يراق في شوارع غزة أو رام الله لو كانوا يعقلون!
(وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
 6-4-2010