في حديث خص به الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وكالة معا الإخبارية استبعد أن يحمل المبعوث الأميركي جورج ميتشل خلال زيارته المقبلة للمنطقة أية ضمانات يتم من خلالها الطلب من إسرائيل التراجع عن خطة استيطانية جديدة... وأضاف: "أنا أشك أن يكون هناك ضمانات مكتوبة، وسيحاولون في كل مرة أن يحضوننا على العودة للمفاوضات".

 

وأكد قائلا: "أننا لسنا أبناء اليوم ولكننا أبناء 18 سنة من المفاوضات التي لم يتوقف خلالها الاستيطان لحظة واحدة فلا تخدعوننا بأنها متوقفة الآن"

 

وفي معرض حديثه عن المصالحة قال: " كما أن حماس تخشى الذهاب إلى الانتخابات وعليها أن تعرف انه لا أحد يريد إقصاءها من الساحة وحتى لو لم تفز في الانتخابات"

 

= = =

 

بالرغم من أن رئيس فتح أعلن بدء المفاوضات غير المباشرة مع كيان يهود، وبالرغم أنه بعد هذا الإعلان بقليل صرح أنه لا يتوقع شيئا من المفاوضات غير المباشرة، وبالرغم من أن كبير مفاوضي السلطة هدد في وثيقة له بتخلي السلطة عن خيار الدولتين وبالتالي وقف التنيسيق الأمني، بعد 18 عاما من المفاوضات، يطل علينا من جديد أحد غير الراشدين سياسيا، ليؤكد أنه وبعد 18 عاما من التنازلات لا توجد إمكانية لخداعهم لأن الاستيطان لم يتوقف خلال هذه الفترة لحظة واحدة!!!.

 

وبهذا فهو لا يتوقع أن يأتي جورج ميتشل حاملا معه أية ضمانات بتراجع كيان يهود عن خطة استيطانية جديدة، ويؤكد أن أميركا لا عمل لها في المنطقة إلا حض غير الراشدين أمثاله وأمثال قادته على العودة إلى المفاوضات.

 

وفي نفس الوقت تراه يلوح بأن حماس الطرف "الإسلامي" المهم والرقم الصعب في التسوية والمفاوضات ، سواء أنجحت في الانتخابات أم لم تنجح فلا "أحد" يريد إقصاءها عن الساحة، أي عن لعبة التوقيع والتنازل بإجماع فصائلي بطلب وبرغبة غربية حتى يكون للتفريط والتنازل ثقله دوليا وقانونيا!.

 

إن قادة حركات لم يبلغوا الرشد سياسيا وحتى بعد 18 عاما من التضليل والتفريط والتنازل والانبطاح والتجارب في الحلول الواقعية أو المصلحية أو بالأحرى التنفيذية لما يريده الغرب، وإن قادة آخرين يحاولون اللحاق بركب غير الراشدين أمثال هؤلاء، ليسوا جديرين بثقة الأمة الإسلامية، وليسوا جديرين بأن يتولوا الوقوف على حل قضايا الأمة الإسلامية.

 

إن الأمة الإسلامية، لا تُسلم قيادتها لخائن أو جبان، ولا تسلم قيادتها لأُناس لم يبلغوا رشدهم بعد، والأمة الإسلامية ومنها أهل فلسطين أدركت أن السعي لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هو الحل الجذري والوحيد لقضية فلسطين بتحريرها وتطهيرها من دنس يهود، ولم تعقم الأمة عن إنجاب قادة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وخالد وصلاح الدين وقطز، رواد لا يكذبون أهلهم، يأخذون بأيديهم للوصول بهم ومعهم إلى حياة في ظل أحكام الإسلام، تحت لواء أمير المؤمنين، الذي سيحرك الجيوش، لينقذ البلاد والعباد من رجس يهود والغرب في فلسطين وفي كل بلاد المسلمين.

 

(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ)

 

15-3-2010