نقلت وكالة معا تصريحات للدكتور يوسف رزقه المستشار السياسي لرئيس وزراء سلطة غزة، أكد فيها "أنه بدون الحديث إلى هنية وحماس ومشعل لا يمكن أن يحقق ما يسميه الغرب بالتسوية والمفاوضات وأي نجاحات على أرض الواقع" وشدد على أن "حماس والحكومة المقالة تمثلان رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية والدولية لا يمكن تجازوها."
وأضاف: "إن المستقبل للقضية الفلسطينية يحمل في ثناياها وعداً بتحقيق الآمال الفلسطينية وتحقيق الرؤية الفلسطينية بإزالة الاحتلال على الأقل عن الأرض المحتلة عام 67 وإجبار "إسرائيل" والمجتمع الدولي على تقبل الرؤية الفلسطينية والعربية وهذا الحديث عن المستقبل المتفائل ليس حديث التمنيات والآمال فحسب بل هو حديث الواقع على الأرض"
*****
هل باتت حماس جزءً من اللعبة السياسية والمشاريع الدولية حتى أصبحت رقماً صعباً فيها؟! وإذا كانت حماس ترفض الإقرار والاعتراف بشروط الرباعية فلماذا تلوح بدورها المركزي في إنجاح مشاريع التسوية والمفاوضات؟! وهل حماس تبحث عن دور في مسلسل التسوية والتفريط أم تسعى لإفشاله؟!
إن تصريحات رزقه هذه جزء من سياسة أصبحت متبعة لدى حماس في توجيه خطابات للغرب وسياسييه، وهي لا تعدو العزف على أوتار الغرب وإظهار "المرونة" والاستعداد للقبول بالمخططات والمشاريع الدولية بل واحتلال دور فاعل في إنجاحها شريطة التعامل معها كجهة معترف بها دولياً وذات وزن وتأثير في الشارع الفلسطيني وشريطة حفظ ماء وجهها وإظهارها بمظهر الفاتح والمقاوم -برغم انخراطها في اللعبة السياسية الدولية- على غرار دول الممانعة.
وحماس تدرك حاجة الغرب ويهود إلى حالة إجماع من الفصائل الفلسطينية لا سيما الإسلامية منها، للاعتراف بكيان يهود، ولتمرير مسلسل التنازلات والخيانة الذي بدأته منظمة التحرير في حال وجود عملية سلمية، فهي تدرك أن لا سبيل لإكمال هذا المسلسل بدون أن يكون لها دور رئيسي فيه، لذا فهي دائمة المفاوضة والمساومة عليه.
تأتي تصريحات رزقه في الوقت الذي تنشط فيه الجهود الدولية في المنطقة ممثلة في محاولة تحريك ملف المفاوضات من خلال زيارة بايدن وجولات ميتشل المكوكية، مما يعطي انطباعاً واضحاً من أن حماس تقر التفاوض مع كيان يهود ولو على استحياء وهي تظهر فقط بمظهر من يبحث عن دور لسلطتها في غزة في عملية التفاوض مع كيان يهود وهو التفاوض الرامي إلى تثبيت هذا الكيان المغتصب وإضفاء الشرعية عليه وضمان أمنه.
لقد اتبع قادة حماس، قادة منظمة التحرير، في تخليهم عن المقاومة، وتخليهم عن تحرير أرض فلسطين الإسلامية من بحرها إلى نهرها، والاكتفاء بما يُقسم لهم مما تبقى من أرض فلسطين الإسلامية التي احتلت عام 67، حتى وصل الحال بهم إلى وصف دورهم كما كان قادة المنظمة يصفون أنفسهم "بالرقم الصعب"!!..
إن قادة حماس قد تخلوا عن الحل الإسلامي الوحيد لقضية فلسطين والمتمثل بتحريرها، واستبدلوا به حلولاً واقعية تتناغم مع المشاريع الدولية لقضية فلسطين، بل إنهم باتوا يعلنون تمسكهم بالديمقراطية الرأسمالية العفنة – شريعة الطاغوت-  كما قال رزقه: " نحن في حاجة إلى وحدة فلسطينية فصائلية وإلى ديمقراطية فلسطينية حقيقية وتداول سلمي للسلطة".
إن المسلمين في فلسطين، وفي العالم أجمع، باتوا على يقين أن حل قضاياهم، وتحرير أراضيهم، واجتثاث يهود من جذورهم، لا يكون إلا عبر الخلافة التي ستحرر البلاد، وتقيم الدين، وتوحد الأمة على أساس الإسلام، وتحاسب المفرطين والمتخاذلين.
فهل آن الأوان أن تدرك حماس مدى فظاعة السير في المشاريع الدولية والمخططات الغربية فتكف عن الانخراط فيها وتعود إلى حضن أمتها وتتمسك بشعار طالما رددته وهتفت باسمه (الإسلام هو الحل)؟!!
(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).
12-3-2010