ذكر تقرير لوزارة الخارجية الإسرائيلية نقلته صحيفة هآرتس أن "إسرائيل" تشكك في تصميم الولايات المتحدة على تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين على الرغم من جهود المبعوث الأمريكي جورج ميتشل.
 
وقالت الوثيقة إن الإدارة الأمريكية لن تركز على هذا الملف لأنها ستكون منشغلة بقضايا داخلية مع اقتراب انتخابات الكونغرس الأمريكي في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
 
وأضاف التقرير إن واشنطن تبنت موقفا مؤيدا للفلسطينيين في الاتصالات التمهيدية لفتح مفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين. وامتنعت الخارجية "الإسرائيلية" عن الإدلاء بأي تعليق.
 
لكن مصدرا قريبا من الوزارة قال لوكالة فرانس برس إن النزاع "الإسر
ائيلي" الفلسطيني يفترض ألا يشكل أولوية للرئيس باراك أوباما بسبب الصعوبات في دفعه قدما ووجود ملفات داخلية ودولية أكثر إلحاحا.
 
في حين أقرت منظمة التحرير الذهاب إلى مفاوضات غير مباشرة استجابة للطلب الأمريكي.
****
يبدو أن كيان يهود قد عمد إلى تسريب هذا التقرير في محاولة منه لإفشال جهود أمريكا في لملمة أوراق قضية الشرق الأوسط التي برع في تشتيتها في ظل الانبطاح والاستخذاء الذي تعيشه السلطة والأنظمة العربية المجاورة والبعيدة، وهو بمثابة نشر مسبق لنتائج المفاوضات غير المباشرة.
 
وليس ذلك غريباً عن يهود الذين يسعون لإفشال أي مخطط دولي يقودهم إلى التنازل شيئاً يسيراً عما يغتصبونه، برغم أن المخططات الدولية تحاك لصالحهم ولحفظ أمنهم ولكن على غير رأيهم واجتهادهم، فهم كما أخبر عنهم رب العزة يأنفون أن يقدموا شيئاً (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا).
 
إن كيان يهود يدرك حقيقة انشغال الإدارة الأمريكية بملفات أكثر سخونة من ملف قضية الشرق الأوسط، وليس ذلك مجرد تسريبات إعلامية، كما يدرك أن جل اهتمام أمريكا في الوقت الراهن بهذا الملف لا يعدو بقاء الإمساك بخيوطه والتحكم بطرائقه، لذا ففكرة المفاوضات غير المباشرة، وزيارات ميتشل وحتى بايدن لن تكون في اتجاه الضغط الحقيقي أو الجدي على يهود ليسيروا في المشاريع الأمريكية، ولو كانت ستجد الصد والتعنت بسبب إدراك كيان يهود لهذه الحقيقة، ولن تجلب ما تسمى بالمفاوضات غير المباشرة أو المباشرة على منظمة التحرير التي أصبحت غطاء لكل خيانة وتفريط سوى الخزي الدائم والمستمر الذي بات لا يفارق السلطة والحكام العرب، وسيزداد يهود علواً واستكباراً وبطشاً بأهل فلسطين واعتداءاً على مقدساتهم في ظل هذا الاستخذاء.
 
إن ما يسمى "بالسلام" لن يستطع أن يوجده أو حتى يفرضه لا بايدن ولا أوباما ولا أعتى القوى في العالم مهما حاولت وألقت من ثقلها في هذا الشأن، فالصراع القائم على فلسطين بين المسلمين ويهود هو صراع عقائدي، ولن يقدر هؤلاء على أن يحوروه أو يحولوه لمجرد صراع حدودي لا عبر مفاوضات ومساومات ذليلة ولا حتى عبر حروب أو مسرحيات مصطنعة، وسيبقى الصراع قائماً وستبقى قضية فلسطين لا يهدأ منها جانب حتى يجيش منها جانب آخر حتى ينادي مناد الجهاد أن حيا على الجهاد تحت إمرة أمير المؤمنين وخليفتهم، وعندها لن تبقي الخلافة لكيان يهود أثراً وستستأصل شأفته وتشرد بهم من خلفهم.
 
9/3/2010