نقلت روسيا اليوم ما ذكرته إحدى إذاعات كيان يهود يوم 1 آذار أن رئيس السلطة رفض طلبا يدعو إلى مناقشة مسألة المصالحة الفلسطينية ودعوة حماس للتوقيع عليها تحت مظلة عربية أثناء انعقاد القمة، مؤكدا أن مصر هي الدولة المعنية في حل هذه المسألة.
 
وقد سبق أن ذكر عباس أن الملك عبد الله بن عبد العزيز أيد توجهات السلطة بعدم بيع مصر وتوقيع المصالحة في مكان غير مصر، ومما نقله عباس عن الملك "أنا معك، لا يجوز أن تتخلى عن مصر وتبيعها، فهذا عمل غير أخلاقي" حسب ما أوردت وكالة معا..
 
= = =
 
ليس غريبا أن يؤكد رئيس سلطة رام الله أن سمسار وعراب أمريكا في المنطقة (دولة مصر) هي المعنية في حل مسألة "المصالحة" بين المتنازعين.
 
وليس غريبا أن لا يكون موعد بدء مباحثات القمة العربية في 27 آذار الحالي، موعدا مناسبا لإجراء "المصالحة" بين شقي السلطة في رام الله وغزة.
 
فالمصالحة على أساس الورقة المصرية "الأمريكية" تفرض إجراء الانتخابات لإفراز طبقة سياسية جديدة من طرفي الصراع الداخلي ترضى بالحل الأميركي بإقامة "دولة فلسطينية" هزيلة على جزء يسير من أرض فلسطين إلى جانب دولة يهودية على معظم أرض فلسطين، فتكون فلسطين – التي ادعى المتنازعون بداية تحريرها من نهرها إلى بحرها- لقمة سائغة ليهود، إذ أن مجرد قيام الدولة الفلسطينية الهزيلة، يعني الاعتراف بوجود كيان يهود على أرض فلسطين الإسلامية، وهذا الترويض يحتاج إلى وقت.
 
ولكن يبدو أن الوقت لم يحن بعد لإبرام صفقة المحاصصة وتوزيع المناصب وإجراء الانتخابات بين المتنازعين على قبض الهواء، ولهذا لم يكن غريبا رفض عباس لدعوة ليبيا لحضور مشعل للقمة، لأن عباس لا يرى إلا ما يراه مبارك وأمريكا.
 
هذا بالإضافة إلى ما تشهده المنطقة من هدوء أمني ينعم فيه كيان يهود بالأمن، بينما تتفرغ أمريكا لملفات أكثر سخونة من ملف قضية الشرق الأوسط، في أفغانستان والعراق بالإضافة إلى أزمتها المالية والاقتصادية.
 
فهنيئا لأمريكا برئيس السلطة، وبحكام الدول، وبالقمم العربية الذين لا هم لهم إلا السعي لخدمتها أو الانحناء أمام عواصفها السياسية، أو تنفيذ أوامرها، وهم لا يرون إلا ما ترى. وحال أمريكا مع رجالاتها لا يختلف عن حال فرعون الذي تجبر فقال:
 
"مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ"
 
وإن ما تقوم به أمريكا وأزلامها، لن يكون مصيره إلا هلاكها وهلاك أزلامها - كما هلك فرعون وأتباعه- وإزالة عروشهم، وإقامة حكم العدل في خلافة راشدة على منهاج النبوة.
 
 
2-3-2010