ذكر   موقع دار الإفتاء المصرية ونشرته وسائل إعلام، أن مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة استنكر في بيان له بشدة عزم إسرائيل إدراج الحرم الإبراهيمي، ومسجد بلال بن رباح على لائحة المواقع الأثرية اليهودية،... وأكد فضيلته أن مجرد نية الحكومة الإسرائيلية الإقدام على هذه الخطوة لا يشكل فقط انتهاكًا لمشاعر المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وإنما يمثل خرقًا واضحًا وفاضحًا لكل قرارات الشرعية الدولية، والقيم والمبادئ الدينية والشرائع السماوية،... وطالب فضيلته بالقيام بسلسلة تحركات للرد على هذا الاستفزاز، وباتخاذ إجراءات قضائية في محكمة العدل الدولية، وأكد فضيلته أنه يستبعد قرار الضم الفعلي، وإذا حدث ذلك فإنه ينذر بصراع ديني ومواجهات خطيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين في وقت يتحدث فيه العالم عن حوار الأديان وعن ثقافة التسامح والتعايش.
= = =
 
بعد القرار الوقح والإجرامي الذي اتخذه رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو باعتبار المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح ضمن المناطق التراثية "الإسرائيلية"، والذي كان سببه تخاذل سلطة أوسلو الخيانية، وحكام الضرار، يأتي تصريح الدكتور علي جمعة مفتي مصر هذا ليزيد الطين بلة.
 
فإنه يعتبر القرار ليس انتهاكا فقط لمشاعر المسلمين، بل إنه حسب رأيه يمثل خرقا واضحا فاضحا لكل قرارات الشرعية الدولية والقيم والمبادئ الدينية والشرائع السماوية.
 
ويعتبر أنه إذا طبق هذا القرار فإنه سيؤدي إلى صراع ديني ومواجهات خطيرة، في وقت يتحدث فيه العالم عن حوار الأديان وثقافة التسامح والتعايش.
 
لكن أليس من أصدر هذه القرارات الدولية هو نفسه الذي مكّن يهود وأرسى كيانهم على أرض فلسطين الإسلامية؟
ألم يطمئن قلب الدكتور علي جمعة للإسلام ليذكر ويروج ويتحدث عن حوار الأديان وعن ثقافة التسامح وهو يعلم "إن الدين عند الله الإسلام".
 
ثم أليست دعوة الدكتور علي جمعة للجوء إلى محكمة العدل الدولية، هي من باب الإجراءات التي يفضلها حكام الضرار للتضليل، ومساعدة لهم في تخدير الأمة؟
 
كان الأولى بعالم مسلم أن لا يتحدث عن شرعية إلا عن أحكام الإسلام، وقرارات الإسلام، وكان الأولى به أن يلتزم هو بما يفرضه الإسلام على المسلمين، بوجوب العمل لاستعادة حكم الله في الأرض، وكان الأولى به أن يصدر بيانا يستنصر فيه جيوش مصر الكنانة لبيعة خليفة راشد على منهاج النبوة، والتحرك لنصرة أهل فلسطين وتحريرها من رجس يهود واقتلاع كيان يهود من جذوره. لا أن يتوجه بطلب الحلول من غير الإسلام.
 
إن الحل الجذري والعز الحقيقي لأمة الإسلام هو في الإسلام وليس في سواه، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
 
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
 
 
1/3/2010