أعلن السفير السوري لدى الأمم المتحدة الذي ترأس بلاده الدورة الـ36 للمجلس الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن الدول الأعضاء في المنظمة كانت قد نددت بقرار إسرائيل ضم مقدسات إسلامية للتراث اليهودي ووصفته بالعدواني والاستفزازي وغير المسئول. وقال يوم الخميس 25-2-2010م أن منظمة المؤتمر الإسلامي تطلب من المؤسسات الدولية التدخل لدى إسرائيل لكي تتخلى عن إدراج المسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، ضمن المناطق التراثية "الإسرائيلية"، وأن المنظمة قررت دعوة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة والأمين العام بان كي مون إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء هذا الوضع البالغ الخطورة".
***
إن منظمة المؤتمر الإسلامي التي تم إنشاؤها في 25-9-1969م في الرباط بعد الغضب العارم الذي اجتاح العالم الإسلامي نتيجة لحرق المسجد الأقصى في 21/8/1969م على أيدي يهود، والتي أقامت لجاناً عديدة منها لجنة للقدس في عام 1976م وأقامت أجهزة عديدة وبنوك واتحادات
مثل الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي، الاتحاد الإسلامي لمالكي البواخر، الاتحاد الدولي للكشاف المسلم، اتحاد المقاولين في البلدان الإسلامية، تثبت يوماً بعد يوم بأنها منظمة لتنفيس واحتواء مشاعر المسلمين الصادقة التي تحن للوحدة الحقيقية، ولكن أيدي الاستعمار قررت أن تخدع المسلمين وتصوغ واقعاً معكوساً لمتطلباتهم، فالمسلمون شعروا بالحاجة الشديدة للوحدة على أساس الإسلام، وخاصة بعد هزيمة عام 67م وانقشاع غيوم الثقة بقومية عبد الناصر، وبعد حريق المسجد الأقصى المبارك، فقرروا إنشاء هذه المنظمة للتعمية على المسلمين.
هذه المنظمة التي أنفقت ما أنفقت من أموال المسلمين وعقدت ما عقدت من المؤتمرات والفعاليات وأطلقت نداءات الشجب والاستنكار حتى ملتها آذان المسلمين ولم تعد ترغب بسماعها، لم تزد المسلمين إلا خسارا، فقد نص ميثاقها على استقلال كل بلد إسلامي عن الآخر وفي ذلك تكريس لحدود الاستعمار ومنع للمسلمين من الوحدة التي جعلها الإسلام قضية مصيرية تهون الحياة في سبيلها، ومن مبادئها أن تعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية وسيادة القانون وفي ذلك نشر للقيم الغربية بدل محاربتها. فهي ليس لها نصيب من الإسلام إلا الاسم الذي ألصق لها زوراً وبهتاناً وعن عمد من أجل التضليل.
فهل صدت هذه المنظمة عدواً؟ هل منعت احتلال العراق وأفغانستان؟ هل حمت أهل غزة وفلسطين أو حررت فلسطين؟ وهل حمت المقدسات؟ وهل منعت الحفريات وتهويد المسجد الأقصى والقدس؟ وهل منعت ضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال للتراث اليهودي؟ وهل .. وهل..؟
فماذا جنى المسلمون غير التنديد والاحتكام للشرعية الدولية المزعومة عند تعرض المسلمين للظلم، وهذا القانون الدولي هو سبب من أسباب شقاء المسلمين وأداة للاستعمار ونهب المقدرات وتحجيم قدرات الأمة.
إن التعبير الحقيقي عن أحاسيس المسلمين وتطلعهم للانعتاق الكامل من سيطرة الدول الاستعمارية يتمثل في مشروع الخلافة العظيم فهو الحل الحقيقي الذي يفرضه الإسلام، والخلافة تعني توحيد المسلمين في كيان واحد يحكم بالإسلام تحت قيادة واحدة، ويجاهد في سبيل الله ويطرد نفوذ المستعمرين ويلاحقهم إلى عقر دارهم ويعيد الأمة إلى مرتبتها الحقيقية بين الأمم خير أمة أخرجت للناس، ويعود المسلمون أئمة في العلم والهدى ومنارات للخير يستهدي بها جميع الناس من الشعوب والأمم.
فلا وحدة وطنية ولا وحدة قومية ولا اتحاد كونفدرالي أو فيدرالي ولا جامعة دول عربية أو منظمة مؤتمر إسلامي أو غير ذلك يمكن أن يحل محل الخلافة و يعيد للمسلمين شيئاً من عزهم المسلوب أو يسترجع لهم شيئاً من حقوقهم، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام وعندما ابتغينا العزة بالشرعية الدولية والاتحادات الجاهلية أذلنا الله.
فإلى عز الدنيا والآخرة أيها المسلمون .. إلى رفع دين الله ووضعه موضع التطبيق .. إلى تحرير البلاد والمقدسات .. إلى حمل الإسلام إلى العالم كما أمر ربنا ندعوكم.
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
26-2-2010م