حذر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يوم الخميس "إسرائيل" من مغبة تكرار أخطاء الماضي وذلك أثناء زيارته لدمشق لتوقيع عدد من الاتفاقات مع سوريا.
وقال أحمدي نجاد "إذا أراد الكيان الصهيوني أن يكرر أخطاء الماضي مرة أخرى فهذا يعني موته المحتوم فكل شعوب المنطقة وجميع الشعوب سيقفون في وجه هؤلاء ويقتلعون جذورهم."
وحول التهديد "الإسرائيلي" لبلاده قال الأسد "هذه التهديدات لسوريا ليست منعزلة وإنما في سياق التاريخ "الإسرائيلي" القائم على العدوان والهيمنة... نحن نقوم بإعداد أنفسنا لعدوان "إسرائيلي" ربما صغير أو كبير... التهديد فيه رسالة لسوريا والتيار المقاوم في المنطقة، يدفعه إلى الخضوع والخنوع، ورسالة إلى الداخل "الإسرائيلي" لرفع معنويات هذا الداخل بعد سلسلة من الهزائم، فعلينا أن نكون مستعدين في أي وقت وأي لحظة لعدوان لأي سبب وتحت أي مبرر.
*****
بين الفينة والأخرى يطل علينا قادة ما يسمى بدول الممانعة بتصريحات نارية وثورية، يتوعدون فيها كيان يهود بالويل والثبور، لكن تلك التصريحات سرعان ما تتبخر وتتلاشى أمام الواقع الحقيقي وينخرط هؤلاء في ردود الفعل بحدود المسموح به أمريكياً أو أوروبياً كلاً بحسب وجهته وقبلته.
الرئيس الإيراني يتهدد كيان يهود بالموت المحتوم إذا كرروا أخطاء الماضي ناسياً أو متناسياً أن هذا الكيان هو كيان مغتصب وأن بقاءه على شبر واحد من أرض فلسطين هو جريمة كبرى والسكوت عن ذلك جريمة وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. وبماذا يهدد الرئيس الإيراني كيان يهود؟ هل يهدده بالجيش الإيراني أو السوري؟ إنه يهدده بشعوب المنطقة!! وكأن تحرير البلاد والدفاع عنها ليس من اختصاص هذه الجيوش الرابضة في ثكناتها بل من اختصاص الشعوب وحركات المقاومة!! ثم ما هي الأخطاء التي يحذر نجاد كيان يهود من تكرارها؟! وهل توقف كيان يهود عن البطش والقتل والتشريد وهدم المنازل وتدنيس المقدسات؟! وهل لم يسمع نجاد بعد بخبر ضم كيان يهود للمسجد الإبراهيمي ومسجد بلال وسور البلدة القديمة لقائمة تراثه؟! أم أن فلسطين ليست أرضاً إسلامية؟! وأن احتلالها ليس خطئاً قائماً ومستمراً ومتكرراً؟!
أما الأسد فلم يخجل من الاعتراف بحقيقة أنهم رهن أفعال كيان يهود، وأن هذا الكيان لا يقيم لهم وزناً، فهو يجهز لحرب محدودة أو مفتوحة لرفع معنويات الداخل "الإسرائيلي"-بحسب تعبير الأسد- فيهود يروحون ويجيئون ويعلنون الحرب ويقتلون لأجل رفع معنويات الداخل "الإسرائيلي"، فأي كيانات انتم إذا أيها الأسد؟!! أم تراكم مجرد ألهيات يلهي بها كيان يهود شعبه؟!!
إن فلسطين قد احتلت منذ عقود وقد تآمر على تسليمها ليهود شرذمة من هؤلاء الحكام أو آباؤهم، فيهود يدركون أن هؤلاء الحكام لا يقدمون ولا يؤخرون فهم لا يملكون قرار أنفسهم فكيف يملكون قراراً يغير ملامح المنطقة، ولا يمنع يهود من البطش بهذه الأنظمة الخائرة إلا إرادة القوى الاستعمارية الكبرى التي لا تسمح لهم بإحداث ما يخل بمشاريعها الاستعمارية في العالم الإسلامي والمنطقة.
إن فلسطين لا تحتاج لتحرك الشعوب فقط بل لتحرك الجيوش، ولا تحتاج لإطلاق الشعارات بل لإطلاق القذائف والصواريخ على مغتصبيها، إن تحرير فلسطين شرف لن يناله من غرق من رأسه لأخمص قدميه في مستنقع الخيانة والرذيلة والتآمر على الأمة، بل سيكون على أيدي متوضئة مخلصة لم ترتمي في أحضان الغرب يوماً من الأيام ولم تجعلهم قبلة لها. إن تحرير فلسطين سيكون قريباً-بإذن الله- على أيدي جيوش الخلافة الراشدة الثانية التي ستقتلع كيان يهود وتلك الأنظمة المتآمرة ولن تبقي لهم أثراً أو ذكراً. وإن غداً لناظره لقريب.
26-2-2010