استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء في عمان وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس وبحث معه عملية السلام المتوقفة بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن "الملك شدد خلال اللقاء، على ضرورة الحفاظ على التهدئة الشاملة في الأراضي الفلسطينية واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لذلك، من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".

يأتي هذا اللقاء بالتزامن مع قرار مصادقة ما يسمى اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس التابعة لكيان يهود على بناء 3557 وحدة استيطانية ضمن 5 مخططات جديدة في مدينة القدس، ضمن ما يعرف باسم "خطة القناة السفلية" لتهويد المدينة، والتي اعتبرت حتى في مقايس منظمة -السلام الآن- الأكثر ضرراً من حيث إمكانية الوصول لحل الدولتين، ويأتي اللقاء أيضاً بعد تصريحات نقلتها جريدة القدس على صفحتها الرئيسية في عددها الصادر يوم أمس الأربعاء 5-1-2022 عن وزير خارجية كيان يهود يائير لبيد والتي يعلن فيها أنه لا مفاوضات سلام مع السلطة الفلسطينية رغم الضغوطات الدولية، وأن ذلك سوف يستمر حتى بعد تسلمه دوره في رئاسة الحكومة عام 2023!

فهل من سياق لفهم هذا اللقاء، في ظل استمرار الاستيطان وتهويد القدس وإعلان كيان يهود أنه لا مفاوضات، سوى أن العاهل الأردني يقدم مصلحة كيان يهود والعلاقة التطبيعية معه على كل شيء؟! وهل فعلاً عبد الله حريص على القدس وعلى المسجد الأقصى الذي يتغنى بالوصاية عليه كما يزعم؟! أم أن القدس باتت خارج حسابات الملك السياسية، وأن كل همه أصبح أن يبقى في الصورة، وأن يحتفظ بوصايته الكاذبة وصورته الموهومة عن قدرته في التأثير على كيان يهودوحل قضية فلسطين وفق مشروع الدولتين، وأن يسخر كل ذلك في تحصيل بعض المكاسب لحماية عرشه المترنح وخدمة سيدته بريطانيا؟!

إن القرارات المتتابعة لكيان يهود والتصريحات الواضحة لزعمائه تكشف خيانة عبد الله وخيانة السلطة الفلسطينية وعبث المفاوضات ومحاولة إحياء عملية السلام لتنفيذ مشروع الدولتين، وأن دورهم بات مساعدة أمريكا في إدارة الملف ريثما تتفرغ له، وكذلك حماية كيان يهود وتوفير المزيد من الوقت له لابتلاع ما تبقى من الأرض وفرض المزيد من الوقائع.

إن ما يحدث في فلسطين يسقط ورقة التوت عن كل متذرع بالسلام والمفاوضات ومشاريع الغرب، وتظهر أن السلام والمفاوضات عبث، وأن كيان يهود لم يقبل بثلثي الأرض ويريدها كاملة بينما حكام المسلمين الخونة قبلوا بالتنازل عن الثلثين وأصبحوا يتذللون لما تبقى من الثلث المتبقي، فهل تبقى الأمة الإسلامية وجيوشها ساكته على ذلك وهي القادرة على إنهاء هذا الملف بمعركة واحدة تعيد الأرض المباركة كاملة وتجعل من كيان يهود أثرا بعد عين!

6-1-2022