أوردت شبكة فلسطين المستقبل للإعلام خبر ما صرح به رئيس سلطة رام الله حيث قال: إن موافقة الجانب الفلسطيني على المفاوضات مع إسرائيل تتوقف على رد الإدارة الأمريكية على طلبات وضوابط تم إرسالها إلى واشنطن.
****
إن رئيس السلطة الفلسطينية الذي يتلقى الأوامر من سيدته أميركا، لا يمكن أن يجرؤ على تجاوز الدور الذي تمليه أميركا عليه، حتى يقول إن المفاوضات متوقفة على رد أميركا على طلباته وضوابطه التي لم يعد أحد يعرف سقفا لها أو حتى قاعا. فتارة يقولون بوقف الاستيطان، وأخرى بتجميده، وأخرى بتجميده لمدة محدودة بثلاثة أشهر.
 
فإن قالت أميركا لا مفاوضات إلا بوقف الاستيطان، ردد قائلا ما قالته، وإن تراجعت أميركا عن ذلك لصعوبة إقناع ما تسمى "إسرائيل" بذلك، تراه وقف حيرانا كيف سيخرج الأمر الأميركي على لسانه ويلعق موقفه السابق. وتاريخ قيادة سلطة قد تم بناؤها على خيانة أوسلو حافل بمثل هذه المواقف الاستسلامية الذليلة، والمجرب لا يجرب.
 
إنه فعلا من العجيب أن يظهر هؤلاء أنهم يقترحون أو حتى يجرؤون على تقديم اقتراحات، فما بالك بطلبات وضوابط؟ إنهم فعلا لا يرتقون لتقديم اقتراح لأسيادهم الأمريكان، الذين إن أعطوهم الامتيازات وأغدقوا عليهم الأموال كانوا،- فإن هذا هو ثمن الاستخذاء السياسي، وإسلام قضايا الأمة ليد أعدائها- وإن لم ترفد أميركا هؤلاء بالأموال تلاشوا واندثروا.
 
إن قيادة سياسية كهذه تتلاعب بمصير قضية بحجم قضية فلسطين وما تحتله من مساحة في عقول وقلوب المسلمين، لا يمكن أن تكون محل ثقة لأهل فلسطين ولا لأي مسلم يدرك حقيقة يهود الذين لا يؤتون الناس نقيرا.
 
وقد آن للمسلمين أن يدركوا أن قيادات كهذه يركنون إلى أعداء الأمة ويسلمون قضاياها لأعدائها ما هم إلا أشواك، هم ومن يركنون إليهم، فهل سنجني من الشوك العنب، وهل سنجني من سلطة كهذه البطولة والتحرير؟
 
ويجب الالتفاف حول القيادة التي تستطيع أن تعيد القضية إلى سياقها الصحيح، قضية أمة إسلامية لا يمكن حلها إلا من خلال تحريك الجيوش، وإن الأمة تتشوق إلى لواء أمير المؤمنين في ظل الخلافة الراشدة ليقود جيوشها نحو البلاد المحتلة فيحررها بعد أن رفض حكام الضرار تحريكها.
 

(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا) الإسراء: 51