تناقلت وسائل الإعلام تأكيد مصادر إسرائيلية أن الولايات المتحدة تعهدت لها بـالعمل على «دفن» تقرير غولدستون في الجمعية العامة ومنع وصوله إلى مجلس الأمن الدولي.
 
.. وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة لن تتوانى عن استخدام حق النقض الفيتو في حال فشلت جهودها في «دفن» تقرير غولدستون في الجمعية العامة. ويتوقع أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة قريبا لمناقشة تقرير الأمين العام وفق ما أفاد متحدث باسم المنظمة الدولية من دون أن يحدد موعد هذا الاجتماع وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الجلسة المزمعة للجمعية العمومية للأمم المتحدة ستكون «آخر تعاط» للأمم المتحدة في التقرير لأن الولايات المتحدة لا تعتزم السماح بتحويله إلى مجلس الأمن الدولي.
**********
أخذ تقرير غولدستون مساحة كبيرة من التغطية الإعلامية، وثارت زوبعة حول قرار تأجيله طالت في طريقها كل المفردات السياسية المزورة والممجوجة في صراع الفصائل فكان الحديث عن شرعية الرئيس وآلية اتخاذ القرارات وضرورة إحراج المحتل في المحافل الدولية وتأثير تأجيل القرار على الحوار الفصائلي في القاهرة، واتهام أطراف بممارسة الضغط وضلوع أنظمة وسفارات في مؤامرة التأجيل ليسدل الستار على تلك المسرحية بتشكيل " لجنة وطنية لبحث ملابسات تأجيل النظر في تقرير غولدستون"، وقد أخرجت تلك المسرحية بقالب جعل من ذلك التقرير نصرا يكاد يقضي على دولة يهود، ويثأر لدماء أهل غزة ويلملم جراحهم.
 
إن تقرير غولدستون وغيره من قررات الأمم المتحدة لا تعدو كونها أدوات تخدم مصالح الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا، فالأمم المتحدة هي نفسها التي أصدرت قرار تقسيم فلسطين قبل ستة عقود، وان تعليق الآمال عليها في رفع الظلم أو إحقاق الحق حماقة سياسية، وإتباع للشيطان " يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورا ".
 
وإن تعهد الولايات المتحدة ليهود بدفن تقرير غولدستون يلقي الضوء مرة أخرى على مصير وعود الإدارة الأمريكية وعلى مستقبل أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات لها في تنفيذ مؤامراتها .
 
إن الطريق لتحرير فلسطين ورفع الظلم عن أهلها والاقتصاص لهم من قتلة الأطفال لا يكون إلا باجتثاث كيان يهود الغاصب من جذوره، ورفع راية العقاب خفاقة على أسوار القدس.
8-2-2010