تابعت بعض وسائل الاعلام ما نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، عن مفاوضات سرية تجري برعاية أمريكية منذ عامين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، على الحدود النهائية للدولة الفلسطينية.
 
و في تصريح صحفي لوكالة معا نفى الوزير السابق والقائد في حركة فتح سميح العبد ما نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، عن مفاوضات سرية برعاية أمريكية وقال "إن ما جرى هو ورشات عمل علنية عملت الصحيفة الإسرائيلية على تضخيمها وأن ما يجري الحديث عنه لم يكن مفاوضات ولم تكن سرية كانت هذه مجرد ورشات عمل أكاديمية، أشرف عليها السفير الأمريكي السابق ادوارد ادجرجيان وقام خلالها بالتنقل بين تل أبيب ورام الله والقدس لاستيضاح المواقف" ولفت الدكتور العبد "أن هذه العملية بدأت بورشة عمل نظمت في جامعة رايس في ولاية تكساس الأمريكية نظمت في مقر معهد جميس بيكر للسياسات و لم يكن احد من المشاركين مفوضا رسميا بل كان هذا عمل أكاديمي بحت بحث في الحدود النهائية للدولة الفلسطينية ونشر هذا التقرير على موقع المعهد الالكتروني قبل يومين ويمكن الاطلاع على مضمون التقرير كاملا."
 
*********
 
 إن مجرد الحديث عن حدود لفلسطين تقسمها بين الغاصبين وأهلها، وتعترف بشرعية كيان يهود على أرضها خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين سواء كان الحديث عن مفاوضات سرية أو تحت غطاء ورشات عمل فالاحكام الشرعية تنص على أنّ فلسطين أرض لجميع المسلمين في كلّ أرجاء المعمورة، وهي ليست ملكاً لأهلها أو ساكنيها من (الفلسطينيين)، ذلك لأن الإسلام قد جعلها أرضاً خراجية لا يملك رقبتها أحد، بل تكون ملكية رقبتها لعموم المسلمين حتى يوم القيامة، فقد قال الله تعالى فيها وفي أمثالها من الأراضي الخراجية:
 
{مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الحشر 7
 
وعليه فلا يجوز أن يكون التصرف فيها خاصاً بالفلسطينيين فقط، حتى ولو كان تصرفهم بها موافقاً للحكم الشرعي، فما بالك إذا كان التصرف مخالفا لبديهيات الإسلام، وخيانة عظمى وجريمة كبرى في حق أرض الإسراء والمعراج، وحق الفاتحين، وحق أهلها من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين .  
 
فأرض فلسطين جزء من عقيدة المسلمين ولن تغير "ورشات العمل " أو المفاوضات السرية من مكانتها في عقول وقلوب المسلمين في العالم. واذا كان رجالات السلطة يجاهرون بخيانتهم ليل نهار باعترافهم بكيان يهود الغاصب وتنازلهم عن أرض فلسطين .فإن وصف تلك النقاشات بورشات العمل وإضفاء الطابع الأكاديمي عليها تضليل لا يخرجها من دائرة الخيانة، وإننا نحذر بعض الأكاديميين والجامعات من التورط في هذه الخيانة وتضييع حقوق المسلمين والاعتراف بالكيان الغاصب تحت مسميات ورشات عمل أو جلسات عصف ذهني تساهم في ترسيخ وجود الكيان الغاصب وإضفاء الشرعية عليه.
 
إن الحل لقضية فلسطين حل عسكري يكون بتحريك جيوش المسلمين تحت راية الخلافة لاقتلاع هذا الكيان الغاصب من جذوره. وإرجاع فلسطين درة تاج للخلافة الإسلامية القادمة في القريب بإذن الله.
6-2-2010