في خطاب له قال سلام فياض "إنّ إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو السبيل الوحيد لضمان الأمن لإسرائيل لاسيما وأنّ الاستقرار مرهون بزيادة الوجود الأمني في المدن الفلسطينية."وأضاف حسب الخبر الذي نقلته وكالة معا الإخبارية"نحن الفلسطينيون بحاجة إلى السيطرة الأمنية الفلسطينية خارج المناطق المصنفة (أ)."  ثم أضاف قائلاً "لا أعتقد أنّه يمكن أن يكون هناك سلام دائم إلا إذا كان مفهوم الدولة الفلسطينية هو أمر مقبول."
وقال في نفس الكلمة في مؤتمر هرتسيليا الليلة الماضية قال "إّن إسرائيل يجب أن تبدي الجدية نحو الحل القائم على دولتين ونحن نريد أن نعيش بكرامة على 22 في المائة من فلسطين التاريخية ونحن عقدنا العزم على تحمل المسؤولية والاستعداد لإقامة الدولة " .
عندما يتكلم يهود عن السلام فإنّ ذلك يعني بالنسبة لهم الأمن، ولا شيء غيره، فالسلام عندهم هو الأمن، وهذا طبيعي من قبل يهود، ولكن الذي يُفترض أن يكون شاذاً هو عندما يتكلم مسئول فلسطيني عن السلام في سياق كلامه عن الآمن اليهودي أيضا، فياض ينطق صراحة بل ينظر بصراحة لأمن يهود بين اليهود أنفسهم ويشرح الناحية العملية من نظريته "استقرار اليهود مرهون بزيادة الوجود الأمني في المدن الفلسطينية" .
إنّ كلام فياض لا يحتاج إلى الكثير من الشرح ولا استخراج المعاني والمدلولات المعقدة فهو شديد الوضوح وشديد الجرأة بل شديد الخيانة، وهو بذلك يري حتى لمن لا يرى أنّ الغرض الأول والنتيجة الأساسية للمطالبة بالانسحاب وإنشاء الدولة الفلسطينية هو أمن اليهود، أما أهل فلسطين وأمنهم وحاجاتهم فهي في ثنايا أمن سفاكي دمائهم من اليهود،  وبمعنى آخر سيكونون بأمان من هراوات وأسلحة أجهزة فياض وعباس الأمنية إن بقي اليهود بأمان .
وبالمحصلة فإنّ فياض كأنه يقول ليهود: لكم الحق في 78% من أرض فلسطين التاريخية وقد تنازلنا عنها لكم، وأما أل 22% المتبقية فإننا نطلب منكم السماح بأن نحكمها من أجل توفير أمنكم.
3/2/2010