نشرت وكالة معا خبراً عن زيارة القنصل العام الأمريكي دانيال روبنستين لمدينة نابلس ضمن جولة تفقد فيها الشركة الوطنية لصناعة بروفيلات الألمنيوم وعقد فيها مؤتمراً صحفياً أكد فيه على استمرار الدعم المالي الأمريكي للسلطة ولمشاريع "التنمية!".
واشاد دانيال بدور السلطة الفلسطينية "للإصلاحات!!" الاقتصادية ولدور "إسرائيل" في "تخفيف!!" بعض المعيقات المفروضة على الحركة والتنقل حول محافظة نابلس الأمر الذي جعل "تحسناً!!" ملحوظا يطرأ على الوضع الاقتصادي .
واجتمع القنصل الأمريكي العام مع محافظ نابلس ومن ثم عقد اجتماعاً مع قاده الأجهزة الأمنية الفلسطينة واستمع عن كثب إلى آخر التطورات الأمنية بالمدينة.
كما اجتمع القنصل الأمريكي مع وفد يمثل عدداً من رجال الأعمال الفلسطينيين من ملتقى رجال الأعمال بنابلس والغرفة التجارية.
إن هذه الزيارات التي يقوم بها القنصل الأمريكي تؤكد على رعاية أمريكا للسلطة على عين بصيرة وفي أدق التفاصيل، وعلى حرصها في محاولة إلهاء أهل فلسطين ببعض المشاريع التافهة والدعم المالي الملوث في ظل جمود ما يسمى بعملية السلام، كما تؤكد أن القنصل الأمريكي ومن قبله الجنرال كيث دايتون هم الحكام الفعليون للسلطة وأن أجهزة السلطة ورئيسها ورئيس وزرائها ومحافظيها وقادة أجهزتها الأمنية ليسوا سوى مجرد موظفين وأجراء لديهم.
إنه لمن سخرية الدول أو سخافة السيادة أن يجتمع قنصل دولة أجنبية بقادة أجهزة أمنية ليطلع على مهامهم وتفاصيل أعمالهم إلا إذا كان هو من يرسم لهم المخططات فيتفقد تنفيذهم لبنودها دون أن يحيدوا عنها أو دون ارتكابهم لأخطاء، بل إن القنصل الأمريكي لم يكتف بالاجتماع بالموظفين الرسميين عنده بل قد تعدى ذلك ليجتمع بشريحة التجار تماماً كأنه راعي يتفقد قطيعه أو مزراع يتفقد أرضه ومحصوله.
كما تأتي هذه الزيارة والتأكيد على الدعم المالي الأمريكي للسلطة ضمن سياسة دعم المشاريع الصغيرة التي يحلم فياض ومن خلفه أمريكا بإنشاء حجر الأساس لدويلة فلسطينية هزيلة، وذلك ضمن برنامج فياض لإعلان إقامة الدولة الفلسطينية بحلول عام 2011م.
إن السلطة لم تجعل من التدخل الأمريكي في قضية فلسطين أمراً مستساغاً فحسب بل جعلت الأمر من قبل ومن بعد بيد أمريكا ورهنت قرارها بدولاراتها ومصيرها بإرادة البيت الأبيض.
إن من مكّن أمريكا من قضايا المسلمين وارتمى في أحضانها حق للمسلمين أن ينبذوه نبذ النواة ويرموا به على قارعة الطريق وفي مزابل التاريخ، فهو كمن مكّن الذئب من فريسته. إن مما لا شك فيه أن أمريكا هي عدوة للإسلام وأهله فهي من تقود حملات صليبية الواحدة تلو الأخرى وتقتل المسلمين صباح مساء وتعتدي على حرماتهم وتحتل أرضهم، فهل يظن عاقل أنها تريد خيراً لأهل فلسطين؟!! ما لكم كيف تحكمون!!
إن سير حكام السلطة في المشروع الأمريكي (مخطط الدولتين) هو خيانة لله ولرسوله ولأهل فلسطين وتفريط بأرضها، وإن المساعدات المالية من أمريكا أو دول الاتحاد الأوروبي يراد لها أن تكون ثمناً سياسياً للتفريط بفلسطين، لذا كان على أهل فلسطين أن يعوا على طبيعة المخطط الغربي الاستعماري الخبيث وأن يدركوا أدواته حتى يبقوا متمسكين بأرضهم وبمقدساتهم دون أن يخدعهم مخادع أو يضللهم عميل تابع إلى أن يأذن الله بالفرج فتزحف جيوش المسلمين تحت إمرة أمير المؤمنين لتحرير فلسطين، ولقد بات ذلك قريباً بإذن الله، وإن غداً لناظره لقريب.
29-1-2010