تعليق صحفي

لو كان للمسلمين دولة ما سمحت بأن تكون دماء المسلمين مادة للمساومة وعقد الصفقات بين المجرمين

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عفوا بالكامل عن 4 حراس أمن سابقين في شركة "بلاك ووتر" أدينوا بارتكاب مجزرة خلّفت 14 قتيلا بين المدنيين في بغداد عام 2007، وحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة، وهي مذبحة أثارت ضجة دولية بشأن استخدام متعاقدين خاصين في مناطق الحرب.

أينما حلت القوات الأمريكية وأمثالها الإنجليزية والفرنسية والروسية في هذا العالم يحل الدمار والخراب والقتل، وفي بلاد المسلمين خاصة يزداد المشهد قتامة وشراسة، والنماذج شاهدة ماثلة للعيان فالعراق شاهد وأفغانستان وسوريا، ترتكب الجرائم والمذابح دون حسيب أو رقيب، وإذا ما خرجت إحدى تلك الجرائم للعلن لسبب ما فإنها تكشف عن مدى السقوط الأخلاقي لتلك القوات، ومدى الحقد والعنجهية والعنف الذي يصل إلى حد السادية، شهدنا ذلك في سجن باغرام، وأبي غريب، وأمام تلك التسريبات والفضائح تضطر الدوائر السياسية والقضائية لتلك الدول الاستعمارية إلى فتح باب التحقيق والمحاسبة العلنية لمرتكبي تلك الجرائم في إطار تقديم كبش فداء واحتواء وامتصاص الغضب الشعبي والعالمي تجاه تلك الجرائم، وعبر سياسة الباب الدوار يتم التخفيف من عقوبة مرتكبيها أو تبرئتهم أو العفو عنهم كما هي الحال مع مرتكبي مذبحة ساحة النسور في بغداد، في محاولة من ترامب لاسترضاء داعميه من الرأسماليين ومصاصي الدماء في آخر أيام له في منصب الرئيس، دون أي اعتبار لآلام الضحايا ومعاناة ذويهم.

يحدث كل ذلك لأبناء أمتنا وقلوبنا تعتصر ألماً وكمداً لأنه ليس هناك من يذود عنهم، ويقطع اليد التي تحاول أن تمتد إليهم مجرد المحاولة، فقد فقدنا الإمام الجنة الذي يقاتل من ورائه ويتقى به، فقدنا شموخ الدولة وعزة السلطان التي تجيش جيوشاً جرارة، وتخوض حروباً طاحنة من أجل صون عرض امرأة، ورد اعتبار مسلم وحفظ كرامته.

آن للجيوش لأن تعيد للأمة هيبتها وكرامتها فتنتصر لها وتذود عن حياضها، آن لجيوش الأمة أن تنصر الساعين لعزتها وتقيم الخلافة على منهاج النبوة.

26/12/2020