تعليق صحفي

انتقال الهجوم على الإمارات من "الخيانة والطعنة في الظهر" إلى مجرد اختلاف الرؤى أمر متوقع من السلطة

وأشياعها فهم أصحاب السبق والباع في الخيانة والتفريط

رويترز: خففت قيادة السلطة من انتقادها لاتفاق التطبيع المبرم بين "إسرائيل" والإمارات قبل اجتماع تعقده الجامعة العربية في القاهرة يوم الأربعاء لمناقشة الاتفاق. ولا يتضمن مشروع قرار قدمه المندوب الفلسطيني، واطلعت رويترز على نسخة منه، دعوة للتنديد بالإمارات أو التحرك ضدها بسبب الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وأصدر رئيس السلطة محمود عباس أيضا تعليمات يوم الثلاثاء تحظر أي تصريحات أو أفعال مسيئة للزعماء العرب ومن بينهم حكام الإمارات. وتختلف هذه اللهجة بشكل ملحوظ عن لهجة عباس الذي وصف مكتبه في 13 أغسطس آب الاتفاق بأنه "خيانة" و"طعنة في ظهر القضية الفلسطينية".

إنّ ما لاحظته رويترز ورصدته حول تدحرج ردة فعل السلطة تجاه إعلان التطبيع أمر واقع وسبق أن أكدنا عليه في بداية الزوبعة التي أثارتها السلطة تجاه إعلان التطبيع، وهو يرسخ حقيقة أنّ السلطة لم تكن يوما جادة في رفض أي شكل من أشكال التفريط والتنازل، وأنّ ما يظهر عليها أحيانا من ممانعة أو جعجعات ما هي إلا للاستهلاك الشعبي ولذر الرماد في العيون، أما من حيث المبدأ والعقيدة التي بنيت عليها السلطة ومنظمة التحرير فالتنازل والتفريط وتضييع فلسطين هو العمل الأساس والغاية الأولى التي كانت وراء إنشائها، وإن كان هناك أحيانا عرقلة في الخطوات فمرده إلى أمور عرضية أو ظرفية وليست أمورا مبدئية أو عوائق حقيقية.

فقادة السلطة وعلى لسان أكثر من نفر منهم صرحوا بأنّ مشكلتهم فيما أقدم عليه حكام الإمارات ليس في رفض التطبيع أو احتضان كيان يهود في العالم الإسلامي، بل في ترتيبات وخطوات الخيانة، وأنهم يريدون أن يكون التطبيع مكافأة ليهود على الموافقة على منح السلطة دويلة هزيلة على أقل من ربع مساحة فلسطين، وهو ما وعد به عباس يهود أكثر من مرة بالسلام والتطبيع مع العالم الإسلامي كله بعد موافقة يهود على منحه لدويلة هزيلة!.

إنّ من يرفض التطبيع لأنه يخالف الأولويات والترتيبات التي داسها ترامب في خطته الجديدة، هو شريك في الخيانة إن لم يكن صاحب الدور الأكبر فيها، ومن السذاجة أن يظن أحد بأن السلطة يُرتجي منها موقف رجولة أو عزة ولو لمرة واحدة، كيف ذلك وهي ما جيء بها إلا لتكون أداة لتصفية قضية فلسطين!

فمنظمة التحرير بدأت مسيرتها باللاءات الثلاث والآن وصلت إلى ذراع أمني للاحتلال وتنسيق أمني مقدس، وبالأمس كانت خطوة الأمارات لدى السلطة خيانة وطعنة واليوم باتت مجرد خطوة غير حكيمة تقوض الخطوات الحقيقية للسلام، وغدا ستصبح قدوة ومثال للسلطة وأشياعها!!.

إنّ الموقف الوحيد الذي يحق أن يدعي متخذه بأنه على الثوابت هو الموقف الشرعي القائل بأن فلسطين كلها أرض إسلامية ولا حل لها إلا باقتلاع كيان يهود منها بجيوش الأمة وجهادها.

9/9/2020