برغم كل المحاولات المحمومة والمساعي الخبيثة لإخراج ما بات يعرف بالحرب على الإرهاب من لباس الحرب الصليبية وعداء المسلمين إلى صور الإنسانية الكاذبة ونشر الديمقراطية الكافرة، إلا أن الحوادث والفضائح التي تطل علينا بين الفينة والأخرى تكشف عن مدى استخدام أمريكا لعنصر الدين وعامل "التبشير" من أجل تأليب الغرب على قتل المسلمين حتى المدنيين منهم والأطفال والنساء والشيوخ والتنكيل بهم وإذكاء روح العداء لهم.
 
فقد كشفت وكالات عدة نبأ وجود كتابات تحمل إشارات إنجيلية على أسلحة أميركية في العراق وأفغانستان.وكانت بعض وسائل الإعلام قد كشفت عن قيام القوات الأمريكية بنشر كتب تبشيرية بلغة الأوردو في أفغانستان.
 
ومن الجدير ذكره في هذا المقام هو هجوم كبير النصارى (البابا) على الإسلام ورسوله واتهامه بالقتل والكراهية.
 
إن الحرب التي تشنها أمريكا على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب لم تكن يوما من الإيام سوى حرباً على الإسلام، وهي ترمي بالإضافة إلى السيطرة والاستعمار إلى حرب الإسلام كحضارة ومبدأ لكي لا تقوم له قائمة ودولة فيعود ليصوغ ويشكّل العالم وفق رؤيته وينهي شقاء البشرية الذي تسببه الرأسمالية للعالم.
 
إن حضارة الإسلام وعبر الخلافة كانت مشعل هداية للعالمين، ودليل نجاة لهم، فهي من أخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وهي من أخرج الناس من جور الأديان إلى عدل الإسلام، وهي من أخرجت البشرية من ضيق الدنيا إلى سعتها، وهي من تفانت وافنت أرواح أبنائها لتنير للعالم عتمته وتبدد ظلمة الليل البهيم الذي خيم عليه فكانت كالسراج المنير.
 
هذا هو الإسلام وحضارته ودولته التي تحاربها أمريكا، وتخشى من بزوغ شمسها من جديد، فأمريكا والغرب من خلفها ألفوا الظلمة والعتمة وباتوا حربا على النور.
 
إن على الشعوب الغربية أن تدرك بأنها باتت وقود معركة تسخرها أنظمتها وحكامها لعداء المسلمين الذين يحملون لهم كل خير بل ويسعون لإنقاذهم من مستنقعات الرأسمالية في الدنيا والآخرة، وأن يدركوا بأن إذكاء روح العداء التي يلعب على وترها حكام أمريكا وأوروبا ليست سوى ورقة ليجيشوا بها الرأي العام لديهم في حرب الإسلام وأهله وهم من قبل ومن بعد يسخرونهم ويسخرون دينهم لأجل مصالح كبار الرأسماليين وحيتان المال.
 
إن البشرية باتت تتطلع بشوق للخلاص مما تعانيه، وللتخلص من عبودية الرأسمالية، وتتطلع لمبدأ ينير لهم الدرب ويعاملهم كبشر ويحفظ لهم كرامتهم ويعلي من شأنهم، ولا مبدأ في الوجود مؤهل لذلك سوى مبدأ الإسلام.
 
فهل أدركت الشعوب الغربية بانسياقها وراء حاملي لواء الحرب على الإرهاب أنها تقف في سبيل خلاصها وإنقاذها من معاناتها.
 
إن الإسلام عائد عبر الخلافة ليعيد نصب ميزان الحق، ولن تفلح كل القوى الاستعمارية من الوقوف بوجهه، فهؤلاء يحاربون الشمس وما هم عليها بقادرين.
22-1-2010