تعليق صحفي

عبد الله يؤكد على التفريط بقضية فلسطين وتصفيتها وفق المشاريع الغربية

والرزاز يحاول تغطية الخيانة بالحديث عن مسألة الوطن البديل!

أكّد الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أما رئيس الوزراء الأردني عمر رزاز فقال في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، إن الأردن قد يدعم إقامة دولة واحدة –"إسرائيلية"- فلسطينية، وأن بلاده تنظر إلى هذه الخطوة بشكل إيجابي شريطة أن تكون الدولة التي سيتم إنشاؤها ديمقراطية، وأن الشعبين يتمتعان بحقوق متساوية وقال "أنت تغلق الباب أمام حل الدولتين، لذا يمكنني بالتأكيد أن أتفحص بشكل إيجابي اقتراح دولة ديمقراطية واحدة".

وأضاف الرزاز "لن نسمح بنقل الفلسطينيين إلى أراضينا ولن نصبح فلسطين...ولن نتخلى عن مسؤولية الأردن عن الأماكن المقدسة في القدس هذه الأشياء الثلاثة واضحة لنا"، وفي تصريح ثانٍ لوسائل إعلام عربية ودولية في رئاسة الوزراء أشار الرزاز إلى أن أي حديث آخر غير حل الدولتين لن يؤدي إلى سلام شامل.

تلخص تصريحات عبد الله والرزاز بشكل صريح وعلني نظرة النظام الأردني لقضية فلسطين، وأنها تقوم على أسس ثابتة لدى النظام، وأنها لم تتغير سواء قبل طرح صفقة القرن أو بعد طرحها، وتلك الأسس هي تصفية القضية وفق المشاريع الغربية سواء وفق الحل الأمريكي -مشروع الدولتين- وذلك سيراً ضمن سياسة أمريكا صاحبة "القول الفصل" في المنطقة، أو وفق الحل الإنجليزي القديم -مشروع الدولة الواحدة- الذي يداعب أحلام بريطانيا -سيدة النظام الأردني- ومحاولة إحياء مشروعها بعد أن تلاشى تأثيرها في المنطقة وتلاشى معه فرص تنفيذ سياساتها، وكذلك الحفاظ على النظام الأردني بالتمسك بحدود سايكس بيكو واللعب على وتر الوطنية والوطن البديل.

إن تلك العقليات التي تحكم الأردن لا تستطيع تخيل حلٍ لقضية فلسطين سوى وفق المشاريع الغربية، فإن رأت أن مشروع الدولتين الذي يعطي 80% من الأرض المباركة لكيان يهود بات مهدداً بصفقة القرن أو مشروع الضم كان الرد بالدعوة لإحياء مشروع الدولة الواحدة الذي يعطي 100% من الأرض المباركة لكيان يهود! ولا تستطيع تلك العقليات التي صاغها الغرب أن تستوعب أن المسلمين أمة واحدة من دون الناس، وأن بلادهم واحدة لا تقسمها حدود سايكس بيكو ولا المسميات الوطنية! بل تعمل على استثمار تلك الشعارات الوطنية ومنها شعار الوطن البديل لتعزيز بقاء النظام الذي أشقى الأردن وأهله ولتبرير مشاركته في المؤامرات الخيانية والتخلي عن أهل فلسطين!

إن الحل لقضية فلسطين لا يكون باستبدال مشروع استعماري بآخر، وإنما يكون بالتخلي عن المشاريع الغربية بمختلف مشاربها والتحرك وفق الحل الشرعي لقضية فلسطين والقاضي بتحريك الجيوش لتحريرها كاملة واقتلاع كيان يهود من جذوره، وكذلك فإن مساندة أهل فلسطين لا تكون باللعب على وتر الوطن البديل والتمسك بحدود سايكس بيكو ولا بالإجراءات الظالمة بحق من أخرج من أرضه وبيته تحت شعارات وطنية كاذبة، وإنما تكون بإعادة كل من شرد من مدينته وقريته وبيته إليها بعد تطهيرها من دنس يهود.

22-7-2020