تعليق صحفي

وقف التنسيق الأمني معناه عند السلطة بدء التنسيق بالإشارة ولغة الجسد دون الكلام وتبادل الابتسامات!

عند الساعة الثانية والنصف فجر اليوم اقتحم مئات المستوطنين قبر يوسف في مدينة نابلس تحت حماية جيش الاحتلال، وجرت عملية الاقتحام دون ابلاغ الطرف الفلسطيني عقب قرار وقف التنسيق الامني بين الجانبين منذ اسبوعين. مصدر أمني فلسطيني كبير قال "لمعا" أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" دخلت إلى نابلس بأعداد كبيرة ضمت 12 دورية عسكرية وجرافة لتأمين اقتحام قرابة 200 مستوطن لقبر يوسف. ويضيف المصدر الأمني "لمعا" أن سبعة من أفراد الشرطة الفلسطينية يتواجدون باستمرار في محيط قبر يوسف بنابلس لتأمين الحماية له وفق الاتفاقيات ويحملون أسلحة فردية حيث تفاجأوا بقوات الاحتلال، لكن الجانب الفلسطيني اتخذ قرارا بانسحاب أفراد الشرطة من المكان خشية الاحتكاك. وأضاف أن الجانب "الإسرائيلي" تعامل بحذر وجرت عملية دخول المستوطنين للقبر بهدوء ولم تحدث أي صدامات.

لقد وصل الحال بقادة السلطة وأجهزتها الأمنية أن لا يخجلوا من مواقفهم المخزية المشينة تجاه قوات الاحتلال، فالسلطة تعتبر الانسحاب من أمام قوات الاحتلال المجرم وترك قطعان المستوطنين يصولون ويجولون ويدنسون ومن ثم يخرجون بسلام تعتبره حكمة وشجاعة!!

فالأجهزة الأمنية وسلاحها مخصص لدى السلطة لقمع أهل فلسطين والمخلصين وملاحقة كل من تسول له نفسه أن يزعج يهود أو يؤذي مشروع التفريط والاستسلام أو يقف في وجه مشاريع الإفساد، أما على قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال فبرد وسلام. فمظاهر العربدة والغطرسة والعنجهية لا يراها أهل فلسطين من قوات السلطة إلا عندما يتعلق الأمر بمحاولات السلطة فرض مشاريعها وبرامجها الإفسادية ومخططاتها الخبيثة، فهي تلاحق بشراسة شباب حزب التحرير بالاعتقال والاختطاف واقتحام البيوت سعيا منها لفرض قوانين الإفساد والضلال التي تدعو إليها سيداو والغرب المجرم، بينما تنسحب بهدوء من أمام قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين!

وهي بذلك تفسر للناس معنى وقف التنسيق الأمني، أي أداء نفس الدور في حماية الاحتلال وقطعانه ومستوطنيه وأمنه بالإشارة ولغة الجسد دون الكلام وتبادل الابتسامات!، وإلا فما معنى أن يبقى الاحتلال يصول ويجول، يدنس ويعتقل ويقتحم دون أن يجد أمامه أية عراقيل أو مقاومة من قبل الأجهزة الأمنية المسلحة، وفوق ذلك يرسل قادة السلطة الأمنيين تطمينات للاحتلال بأنّ السلطة ستبقى محافظة على أمن الاحتلال ولن تسمح بفلتان الأمور وخروج الضفة عن السيطرة!

إنّ السلطة الفلسطينية شجرة خبيثة نبتت من الخبائث وتقتات على السحت، ودورها الذي تؤديه هو إضفاء الشرعية على الاحتلال وحفظ أمنه ومصالحه في الأرض المباركة، مقابل أن يسمح الاستعمار ويهود ببقاء السلطة التي تمكن قادتها من دوام الاسترزاق وسرقة الأموال التي يملؤون بها جيبوهم وأفواه أشياعهم.

4/6/2020