ضرب بالعصي على الوجوه، ركل بالأرجل، إسالة دم، تلك كانت تصرفات الشرطة المصرية بحق المتضامنين الأجانب الذين قدموا إلى القاهرة بغية الوصول إلى غزة لغرض التضامن مع أهلها في الذكرى الأولى للعدوان اليهودي عليها، فقد أوردت وكالة رويترز أن الشرطة المصرية قد اعتدت على المئات من الأجانب الذين تجمعوا الخميس 31-12-2009 في ميدان التحرير ليبدأوا مسيرة الحرية لغزة ومنعتهم من الإنطلاق.
إن النظام المصري قد بلغ الذروة في الخيانة والتآمر على الأمة، وها هو يسجل من جديد موقفاً مخزياً بحق شعبه وبحق إخوانهم في غزة، فلم يكتف النظام المصري بتآمره على أهل غزة في عدوان يهود عليهم قبل عام ولم يخجل من حصاره للقطاع طوال هذه السنوات العجاف التي عصفت بأهله، وقد تجاوز في ظلمه وطغيانه وتجبره المدى عندما باشر ببناء جدار الخزي والخيانة والعار.
 فالنظام المصري يستخف بأهل مصر ولا يقيم لهم ولا لإنتمائهم للأمة الإسلامية وزناً، فهو يبطش بمن يريد أن يتضامن مع غزة-بغض النظر عن أهدافهم وغاياتهم المعلنة أو الخفية- بينما أهل مصر الذي يرتبطون بأهل غزة بآواصر الدين والقربى يشاهدون أهلهم وإخوانهم يبطش بهم يهود ويتآمر عليهم حكام مصر دون ان يسمح لهم النظام المصري بأن يحركوا ساكناً، فأيهم أحق بالتضامن بل ونصرة أهل غزة؟!
هل هم الفرنسيون الذين أمدوا يهود بالسلاح والعتاد أم الأمريكان الذين يباركون تصرفات يهود صباح مساء أم الإنجليز الذين قدموا فلسطين لقمة سائغة ليهود ليقيموا كيانهم الخبيث؟!! أم أن أهل مصر وجيشها العرمرم هم الأولى والأجدر بنصرة غزة وفلسطين؟!! ألم يكن جيش مصر في طليعة جيش صلاح الدين الذي حرر القدس وفلسطين؟!
ألم يكن جيش مصر هو من أوقف زحف المغول لبلاد المسلمين في معركة عين جالوت؟! فما بالنا اليوم نشاهد ونسمع عجباً يشيب له الولدان؟! ما بالنا نرى حكام مصر يستقبلون رئيس وزراء يهود ويده لا زالت تقطر دماً من جريمتي نابلس وغزة؟! بينما يمعن هؤلاء في حصار أهلنا في غزة؟!!
أليس في جيش مصر رجل رشيد؟! أليس في جيش مصر من يقول لهؤلاء الطغاة في أنفسهم قولاً بليغاً؟! أليس في جيش مصر من يوقف زحف الخيانة ومسلسل الذلة والمهانة؟! أليس في جيش مصر وجيوش المسلمين من يتطلع لجنة عرضها السموات والأرض فيعيد سيرة الأنصار الأوائل فينال الفضل والأجر؟!
أليس من جيوش المسلمين من ينحدر من ذرية الطاهرين والأنصار والمهاجرين؟! أليس هؤلاء أحفاد خالد وأبي عبيدة وصلاح الدين؟! ألا تحرك فيهم مشاهد أهل غزة المروعة التي تقشعر لها الأبدان حمية الإسلام؟! أم طاب لهم الخلود والركون إلى دنيا متاعها زائل؟! أم أنهم استمرأوا الذل والمهانة؟!
إن خلاص الأمة عاجل بإذن الله غير آجل، ولقد باتت الخلافة الراشدة الثانية مفتاح فرج الأمة قاب قوسين أو أدنى، ولقد أفلح وفاز من سارع في بنائها، ولقد خاب وشقي من سار في ركاب الأنظمة العميلة وكان حجر عثرة في طريق عودتها.
إن غزة والقدس وباقي فلسطين تنتظر زحف جيوش المسلمين ليطهروها من دنس يهود، فهلاّ تسابقتم أيها المسلمون وسارعتم نحو الخلافة لتكونوا ممن يتشرف بالانضواء تحت إمرة أمير المؤمنين فيحرر بكم فلسطين والعراق وأفغانستان ويفتح بكم الدنيا بأسرها؟!
1-1-2010