تعليق صحفي

لن يحمي كيان يهود اتفاقيات التطبيع ولا استسلام الحكام من غضبة الأمة اذا ما استعادت سلطانها وحركت جيوشها!

كشف وزير خارجية كيان يهود إسرائيل كاتس عن تقديمه خطة لوزراء خارجية عرب وكذلك لمبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، تتضمن الخطة مبادرة للتوقيع على ما سماها كاتس باتفاقية تاريخية لعدم الاعتداء بين (إسرائيل) ودول الخليج، وأن ذلك العرض كان خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي وتنص الاتفاقية على تطوير علاقات تعاون بين "تل أبيب" والدول المعنية واتخاذ ما يلزم من خطوات فعالة لضمان عدم تمويل أو تخطيط أو انطلاق عمليات قتالية أو عدائية أو عنيفة أو تحريضية ضد (إسرائيل) تنطلق من أراضي الدول الموقعة على الاتفاقية.

إن التطبيع بين الأنظمة العميلة في دول الخليج وبين كيان يهود يسير على قدم وساق منذ فترة حتى أضحى ماثلا للعيان لا يحتاج إلى كشف وبيان، فزيارات قادة كيان يهود وبعثاته الدبلوماسية وفرقه الرياضية و(الثقافية) إلى دول الخليج والاستقبال الحار لهم من رجالات وقادة الأنظمة العميلة التي تحكم تلك الدول كانت علنية وتحت التغطية الإعلامية -صوت وصورة- وهذه التصريحات التي أدلى بها كاتس إن صحت فإنها تأتي ضمن قطار التطبيع الذي انطلق مسرعاً ذهاباً وإياباً بين دول الخليج وكيان يهود في الفترة الأخيرة.

يتضح من تصريحات قادة كيان يهود ومنها تصريحات كاتس أن لعابهم يتدفق ويسيل لاستغلال هذه الفترة الذهبية كما يسمونها لعقد اتفاقيات اقتصادية وأمنية وسياسية مع الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين، ومنها دول الخليج كونها تصدرت الإعلان عن التطبيع مع كيان يهود وهي قد قطعت شوطاً كبيراً في ذلك فيما تنتظر بقية الأنظمة الفترة المناسبة لإعلان ذلك وبعضها يريدها أن تبقى طي السر والكتمان لخداع الشعوب كما تفعل الأنظمة (الممانعة).

كيان يهود يعلم أن المشكلة لم تكن يوماً مع الأنظمة الحاكمة بل هي مع الشعوب وقد صرح قادته  بذلك مراراً وتكراراً ومنهم رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، ولذلك نراهم يسابقون الزمن لعقد مزيد من الاتفاقيات والمعاهدات قبل أن تتغير الظروف السياسية والوجوه العميلة خاصة في ظل حالة الغليان التي تشهدها بلاد المسلمين، ويهدف كيان يهود من وراء ذلك إلى فرض وقائع واتفاقيات جديدة تكون ملزمة لأي حاكم يأتي أو تكون حجة له أمام شعبه للتطبيع مع كيان يهود بحجة أن ذلك هو التزام باتفاقية موقعة سابقاً.

 إن ما يحصل يبين أن رفض التطبيع في القلوب أو جعله شعارا يحمل في مظاهرة أو مسيرة لم يعد كافيا لردع الحكام العملاء ومنعهم من المضي في خيانتهم التي يستغلها كيان يهود لحماية نفسه، ويبين أن العلاج يكون بأن تتحرك الأمة بوعي وإخلاص لإسقاط الأنظمة العميلة -قبل أن يمرغوا وجه الأمة بمزيد من التراب والذل بتوقيع اتفاقيات مذلة كالتي تحدث عنها كاتس- فينقلب الحال حينئذ ويتم قلب الطاولة على رأس الأنظمة والحكام العملاء وعلى رأس كيان يهود، وبدل أن تتحرك أقلام الذل لتوقيع الاتفاقيات المهينة للمسلمين يتم تحريك جيوش العزة للمسلمين لاقتلاع كيان يهود من جذوره وتخليص كامل فلسطين من شروره.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

8-10-2019