نقلت وسائل إعلام عديدة ومنها وكالة معًا الإخبارية مضمون المقابلة التي أجرتها مجلة "وول ستريت" مع محمود عبّاس يوم الثلاثاء 22-12-2009م التي قال فيها بأنه لن يسمح بانتفاضة أخرى أبدًا أبدًا ما دام في السلطة وبأن الهدوء القائم سيصل إلى نهايته بمجرد أن يتنحى عن منصبه في حزيران القادم.
ليس موقفًا جديدًا لعبّاس رفضه لأي عمل مسلح ضد "اسرائيل" فلطالما قال بأنه ضد عسكرة الانتفاضة ولطالما قمعت سلطته كل من يفكر بعمل ضد دولة يهود و منعت عمليات كان تنفيذها مسألة وقت فقط بعد أن كانت حركته تزعم الكفاح المسلح.. ولكنه اليوم ضد الانتفاضة كانتفاضة فقد ألقى خطابًا في الأرجنتين يوم الاثنين 21-11-2009م قال فيه:" الشعب الفلسطيني يفكر فقط في الطريق تجاه السلام والمفاوضات وليس في طريق اخر. لن نعود إلى انتفاضة ". وها وهو يكرر موقفه بأنه لن يسمح بانتفاضة أخرى، أي أنه سيقمع أي انتفاضة في وجه المحتل.
وهو يلمح في تصريحه الأخير إلى أنه من الممكن أن تقوم انتفاضة أخرى إذا لم يحقق نتائج من المفاوضات، أي أنه يعتبر الانتفاضة وسيلة لدفع المفاوضات فقط.
لا يخجل عبّاس من الله ولا من عباد الله فيصرّح بمحافظته على كيان يهود مرة تلو المرة، فتارة يتألم وسيمنع عذابات اليهود وتارة يفتخر بأوسلو وتارة يفتخر بالمفاوضات الذميمة وتارة يعلن رفضه للانتفاضة المسلحة وللانتفاضة بشكل عام وتارة .. وتارة ..
إن مثل هذه السلطة برئيسها وأجهزتها أصبحت لكل ذي عينين فضلاً عن صاحب البصيرة سلطة عار بكل المقاييس، فهي عار على المسلمين وعار على الإسلام وعار على أهل فلسطين، فهي ترفض الإسلام كحكم بين الناس وترفض معالجاته لحل المشاكل السياسية وغير السياسية، وقدّمت معظم فلسطين على طبق من ذهب لليهود، وعملت مقاولاً أمنيًا لحسابهم، وقتلت وسجنت شعبها وما تزال تستجدي بعضًا من ماء الوجه من أعداء الأمة.
إن منظمة التسليم الفلسطينية "التحرير" وما انبثق عنها من مؤسسات على اختلاف أسمائها هي التي تهوي بقضية فلسطين إلى مهاوي الردى، وليس أمام أهل فلسطين إلا رفض هذه المنظمة ومنتجاتها وإلا فلن تتوقف قضية فلسطين عن التهاوي.
إن فلسطين أيها المسلمون أرض مقدسة طيبة يجب أن يحررها ويتحدث باسمها المسلمون وحرام أن يتكلم باسمها أتباع الاستعمار ويتلاعبوا بقضيتها ويسلموها للكافر متخفين وراء ستائر الدجل والتضليل، وإن أي سلطة تحت الاحتلال هي صنيعة الاحتلال مهما كانت ظروف نشأتها. 
  23-12-2009