ضمن حلقات التضليل المستمرة التي تقوم بها السلطة الفلسطينية من أجل تصفية قضية فلسطين قال د.رفيق الحسيني، رئيس ديوان الرئاسة فيما نقلته وكالة معاً تحت عنوان (بعد 42 عاما من احتلال القدس هزمنا إسرائيل بسلاح الثقافة): "في السابق لم يكن الدعم موجهاً التوجيه السليم، واستغلت بطريقة خاطئة، نريد أن ندعم القدس بأسلوب علمي ضمن إستراتيجية محددة تأخذنا لطريق الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي وإخراجهم من القدس ومقارعتهم بأدواتنا البسيطة، من خلال إقامة مؤسسات للدبكة الشعبية ومراكز ثقافية وأندية ومراكز شبابية وصحية في كل حارة وكل حي وزقاق في القدس وهذا لا يحتاج إلى أموال كثيرة بل يحتاج إلى خطة حكيمة."
 
إنّ هذا التوجه لدى السلطة الفلسطينية يهدف إلى صرف المسلمين عن الوجهة الحقيقية لتحرير فلسطين وعن حالة العداء التي يجب أن تبقى متأصلة لدى المسلمين تجاه دولة يهود الغاصبة لأرضهم، وذلك من خلال محاولة إشغالهم بأمور تافهة ذات طابع سلمي تسهم في ترسيخ حالة الانبطاح والعقلية الانهزامية.
 
فالدعوة إلى مقاومة الاحتلال الذي يمارس أسرع عملية تهويد للقدس ويدنس المسجد الأقصى صباح مساء، ويحفر الأنفاق من تحته، ويضيق على المصلين، ويهجر المقدسيين ويهدم بيوتهم ويمعن في إذلالهم، بإقامة مؤسسات للدبكة الشعبية ومراكز ثقافية وأندية ومراكز شبابية، لا يمكن أن تُوصف هذه الدعوة إلا بالمؤامرة على القدس وعلى شباب القدس لاحتوائهم في نشاطات يفرغون فيها حماسهم وطاقاتهم، بل وتسهم فوق ذلك في إفسادهم، دون أن تؤذي يهود أو تقض مضجعهم. فأي أذى أو إزعاج قد يصيب دولة يهود من شاب وفتاة يرقصون الدبكة الشعبية على أنغام الموسيقى في أحياء القدس؟!.
 
وأيضا تلك الأعمال التي تقودها السلطة ضمن ما أسمته  ببناء الدولة من خلال بناء المؤسسات،  تلك الأعمال التي تهدف إلى إشغال الفلسطينيين بالمشاريع والنشاطات التي تغطي على فشل السلطة في تحصيل دويلة من يهود بعد مسيرة 18 عاماً من المفاوضات، وإلى الحيلولة دون تفكير الفلسطينيين بمقاومة المحتل.
 
فالسلطة الفلسطينية تقود حملة لإفساد العقول والأذواق بعد أن لم يرق لها ولمن ورائها أمريكا و"إسرائيل" أن تبقى نظرة المسلمين "لإسرائيل"على أنّها دولة محتلة لأرضهم وحالة العداء هي القائمة بيننا وبينهم، وبعد أن ساءهم أن يكون موقف المسلمين في فلسطين من التنازلات واتفاقيات السلام التصفوية موقف الرافض أو غير المشارك، لأنّهم أدركوا بأنّ تصفية قضية فلسطين لا يمكن أن يتم من خلال السلطة ورجالتها الذين لا يمثلون سوى أنفسهم، وأنّ السلام المطلوب هو سلام الشعوب وليس سلام الزعماء والنواطير.
 
فليحذر المسلمون من الوقوع في مخططات السلطة التضليلية، وليرفضوا كل مشاريع التصفية وحرف القضية عن أصلها الذي يجب أن تكون عليه، وليبق حاضرا في أذهاننا دائماً بأن أرض فلسطين أرض محتلة ولن تحررها إلا الجيوش التي تدك حصون يهود وليس الأغاني والمهرجانات التي تطرب أسماعهم وتبهج قلوبهم. فالعمل الذي يجب أن لا نكل أو نمل منه هو العمل على تحريك الجيوش التي تحرر فلسطين والمسجد الأقصى المبارك.
21/12/2009