تعليق صحفي

إفشال صفقة القرن لا يكون بالثرثرة داخل البرلمانات، بل بانطلاق الجيوش من الثكنات!

في الوقت الذي كان السجال والجدال يحتدم بين البرلمانيين العرب في مؤتمرهم المنعقد في العاصمة عمان حول، من هو صاحب الصلاحية في رفض التطبيع مع كيان يهود، أهي البرلمانات أم الحكومات؟!

أقدمت قطعان المستوطنين على اجتياح الأقصى ودعا كبراؤهم إلى إغلاق باب الرحمة وتحويله لكنيس يهودي! كما أقدمت أمريكا  بهدوء تام على إنهاء عمل قنصليتها في القدس التي كانت بمثابة "سفارة " خاصة لدى الطرف الفلسطيني، وذلك بعد أقل من عام على اعلان ترامب من أن القدس هي عاصمة كيان يهود الأبدية.

 تأتي خطوة أمريكا هذه ضمن مجموعة خطوات شرعت باتخاذها لإنجاح صفقتها المشؤمة المعروفة بصفقة القرن، الهادفة لتثبيت كيان يهود ودمجه في المنطقة.

إنه ليس بمستغرب من النظام السعودي ومن سار في ركبه مباركة صفقة ترامب ومسابقة الزمن للتطبيع مع يهود وشرعنه وجودهم في المنطقة، فهو كان دوما السباق في طرح المبادرات الخيانية الرامية لذلك، ولعل أبرز مبادراتهم، هي مبادرة الملك عبد الله المعروفة "بمبادرة السلام العربية عام 2002", ومن قبلها مبادرة الملك فهد للسلام في مؤتمر فاس عام 1981!

لقد برر ترامب سبب انحيازه لحكام السعودية في حادثة مقتل خاشقجي رغم تورطهم الفاضح في ذلك بقوله "إنه لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة"

إن من المفارقات العجيبة ومن سخريات الأنظمة المتهافتة على السلام مع كيان يهود، محاولة بعض الأنظمة  الظهور بمظهر البطل كما فعل رجالات النظام الأردني بإظهار معارضة مصطنعة للتطبيع في هذا المؤتمر، رغم أن علاقاتهم التطبيعية الإنبطاحية قائمة مع هذا الكيان منذ العام1993! وما خفي من العلاقات السرية أعظم.

وأخيرا فإننا نذكر أن ما يخشاه يهود ويرعب أمريكا ويبدد مبادراتها ليست المؤتمرات ولا حدة الشعارات ولا كثرة الجعجاعات، بل الأطروحات الفكرية والسياسية الرامية للم شعث الأمة الإسلامية وتحميلها مشروع الأمة التحرري، الذي إن تحرك قطاره فسوف يسحق كيان يهود ولن يتوقف حتى يعم الإسلام العالم وينشر الخير والرحمة للبشرية جمعاء.

ففي سبيل إعزاز الأمة بإقامة خلافتها التي تحرر مقدساتها وتفشل كيد ومخططات أعدائها، فليتنافس المتنافسون.

5/3/2019