تعليق صحفي

أمريكا تنتعل عملاءها في باكستان وغيرها في حروبها

وعند الخطر لا تقيم لهم وزنا ولا تقدر لهم موقفا!

 

دافع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن الضربة الهندية في جارتها باكستان، التي تعد حليفا للولايات المتحدة، في موقف قد يكون مفاجئا لإسلام أباد. وامتدح بومبيو الضربات الهندية داخل الأراضي الباكستانية، في إقليم كشمير، المتنازع عليه، واصفا إياها بأنها "عملية ضد الإرهاب"، رغم أن الهند اخترقت الأجواء الباكستانية. (عربي 21).

بالرغم من كل الخدمات التي قدمها حكام باكستان لعدوة الأمة أمريكا من خلال توظيف جيش باكستان المسلم في حروبها المعلنة على الأمة الإسلامية في أفغانستان، وبالرغم من الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها باكستان وما زالت في تلك الحرب القذرة، والتي كشفت دراسة للمصرف المركزي الباكستاني للعام 2016 أن مشاركة إسلام أباد في الحرب على (الإرهاب) قد كلفتها 118 مليار دولار خلال 15 عاما، أي ما يعادل أكثر من ثلث إجمالي الناتج المحلي، وكتبت المؤسسة في تقريرها: "إن النمو الاقتصادي وكذلك تنمية القطاع (الاجتماعي) تضررا بقسوة من الحوادث المرتبطة (بالإرهاب)"...

وبالرغم من استخدام جنود باكستان المسلمين كحطب لحروب أمريكا التي تسعى من خلالها إلى السيطرة على بلاد المسلمين ومحاولة منع إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، وبالرغم من كل القرابين التي قدمها حكام باكستان العملاء لأمريكا فأفقروا البلاد وضيعوا العباد... بالرغم من كل ذلك لم تحفظ لهم أمريكا شيئا من ماء وجههم ولم تقف معهم ولو حتى معنويا، بل امتدح وزير خارجيتها الضربات الهندية لبلادهم في إذلال متعمد لقوة نووية وجيش عظيم.

إن ما قدمه عملاء أمريكا في باكستان وغيرها من خدمات لعدوة الأمة أمريكا على حساب مقدرات الأمة ودماء أبنائها بات واضحا جليا واعترف به أركان النظام الباكستاني، فقد صرح رئيس وزراء باكستان مدافعا عن خدماته التي قدمها لأمريكا في معرض رده على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتهم فيها إسلام آباد بأنها لا تقدم "شيئا بتاتا" لأمريكا... صرح معترفا ودون خجل بكمّ التبعات الكارثية على الأمة جراء الخدمات التي قدمها لأمريكا في حربها على الأمة بقوله: "باكستان منيت بـ75 ألف إصابة في هذه الحرب فيما تعرض الاقتصاد لخسارة أكثر من 123 مليار دولار والمساعدة الأمريكية الضئيلة بلغت 20 مليار دولار". وتابع رئيس وزراء باكستان الخائن لأمته قائلا: "مناطقنا القبلية دمرت وملايين الأشخاص هجروا من منازلهم.. وقد أثرت الحرب بشكل كبير على حياة الباكستانيين العاديين". ولم تردع تلك الخسائر حكام باكستان عن خيانتهم ولم تجعلهم يعيدون التفكير في حجم الكارثة التي أوقعوها بالأمة بل زادوا في الخنوع لأسيادهم في الغرب وزاد حرصهم على تقديم المزيد من الخدمات لأعداء الأمة وقتلتها، فقد أكد خان على أن باكستان تواصل تأمين خطوط الإمداد لأمريكا للوصول إلى أفغانستان قائلا "هل يستطيع السيد ترامب أن يسمي حليفا آخر قدم مثل هذه التضحيات؟" (روسيا اليوم)

لقد آن لقادة الجند والضباط في جيش باكستان العظيم وغيره من جيوش المسلمين أمام إجرام الحكام وخيانتهم للأمة وإهدار دمائها وثرواتها تحت أقدام العلج الأمريكي، آنَ أنْ يتحركوا من فورهم لخلع هؤلاء الحكام الخونة الذين أذلوا جيوش الأمة وجندها الأبطال، وآن لهم أن يوجهوا كل جهودهم لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فيعيدوا للأمة مجدها ومقدساتها وأرضها وثروتها ويعيدوا للجيوش رهبتها وعزتها التي فقدتها في ظل حكام خونة مارقين.