تعليق صحفي

تباً لكم يا حكام الإمارات أتقيمون مؤتمراً لمحاربة الإسلام في جزيرة رسول الله؟!

  وقع شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرنسيس، وثيقة عالمية للسلام والتعايش بين أبناء الأديان المختلفة، على هامش مؤتمر "الإخوة" الإنسانية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

تعتبر الحملات الصليبية الأمريكية الجديدة على عالمنا الإسلامي أعلى وأشرس مراحل الموجات الاستعمارية ضد أمة من الأمم، فهي تمتلك خبرة الغزو الفكري الحضاري والغزو العسكري الاستعماري الاستئصالي معاً.

  فأساليب المؤسسات الغربية التي تدير معركة الأفكار والعقول والحضارة اليوم؛ لا تقارن بأساليب الصليبية المتخلفة القديمة لكن القضايا هي نفسها، والضحية هي نفسها، والدموية هي سمتها.

 إن استراتيجية اليوم لا تقتصر على الغزو العسكري كأداة للتطويع والامتلاك والسيطرة والهيمنة، وإنما يسبق ويرافق الغزو العسكري غزو ثقافي وحضاري، يجعل من الضحية الإسلامية مضبوعة مخدرة وعاجزة عن أن تذود عن نفسها وعن إرثها الحضاري، يذبحها الكافر المستعمر الأمريكي بدم بارد من الوريد إلى الوريد بشعاراته "الإنسانية" البراقة الكاذبة "كتخليص الشعوب المسلمة من موجة الإرهاب!" وهي تنظر إليه نظرة المغشي عليه من الصواعق!

لقد وظفت دولة الإمارات إمكانياتها المادية الضخمة لخدمة أسيادها المستعمرين وللتصدي لثورات الربيع العربي سعيا لإجهاضها كي تقطع الطريق على الشعوب المسلمة التي تتوق للخلاص من طواغيتها وتطبيق إسلامها، كما قدمت معادلة جديدة متماهية مع الإسلام الأمريكي الذي دعت لتشكيله مؤسسة راند، إذ قامت بدعم  مجموعة من المؤسسات مثل مؤسسات الإسلام الحداثي وعلى الرأس منها منظمة "مؤمنون بلا حدود"، وتأسيس ما يعرف "بلجنة حكماء العالم الإسلامي" الذي يوظف "الدراويش" ودعاة التصوف العالمي كي يكونوا مرجعية دينية موحدة بديلة عن كل أطياف العمل السياسي الإسلامي، وهذه اللجنة هي التي وقعت مع البابا ميثاق السلام والتعايش و"الأخوة" الإنسانية!.

لكن هل يجرؤ بابا روما أو شيخ الأزهر اللذان يتغنيان بالسلام أن ينبسا ببنت شفة عن فتح أمريكا أبواب الجحيم على عالمنا الإسلامي منذ انطلاق حروبها الصليبية التي راح ضحيتها ملايين من الشهداء والمشردين من أهل العراق والأفغان؟!

وهل سأل شيخ الأزهر بابا الفاتيكان "المتسامح!"لماذا أبدى الفاتيكان انزعاجه البالغ من تحويل بعض الكنائس المهجورة إلى مساجد، مثلما حدث عندما باعت بلدية مدينة بير غاموا الإيطالية كنيسة مهجورة إلى مسلمين لاستخدامها مكانا لصلاتهم؟!

نقول لبابا الفاتيكان وكل من يحاول تمييع الإسلام أن مجهوداتكم إلى بوار، فالإسلام رغم حقدكم وحقد الدول الاستعمارية الكبرى التي تستغلكم، بات ينتشر انتشار النار في الهشيم، وباتت الأرض تتهيأ لاستقباله من بعد أن ملئت ظلماً وجوراً. ولقد أصبحت الدعوة لتطبيقه واستعادة دولته مطلباً لجمهرة المسلمين بل وأملا لكل المستضعفين، ولن يطول الزمان بإذن الله حتى تعود الخلافة من جديد لتشدخ رؤوس الطواغيت وتنشر الخير والرحمة للعالمين.

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

2019/02/05