تعليق صحفي

ما كانت لندن توأم القدس ولن تكون، فالأرض المباركة ليست صنو بيت الشر والمكائد

قال السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة د. حسام زملط إن اتفاقيات التوأمة بين المدن البريطانية والفلسطينية ستتوج بإتفاقية بين لندن والقدس عاصمة فلسطين. وأضاف السفير أن هناك علاقات وطيدة بين المدن الفلسطينية ونظيراتها البريطانية وأن "الخطوة القادمة هي توأمة بين لندن والقدس". وكالة معا

إن سلوك السلطة الشائن في محاولة وضع القدس في كفة واحدة مع بيت الشر والمكائد لندن يدل على اختلال موازين السلطة ورجالها وانسلاخهم عن ثقافة الأمة التي تتشوق لذلك اليوم الذي تحرر فيه قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم من رجس المحتلين الغاصبين، فمكانة القدس لا يمكن لأي مدينة بعد مكة والمدينة أن تصلها أو ترقى لها، فلأي ثقافة وميزان احتكمت السلطة في سلوكها الشائن هذا؟!

 

إن تناقض السلطة مع ثقافة الأمة ومكانة القدس في قلوب المسلمين تبعه تناقض مع نفسها؛ فهي التي طلبت مرارا وتكرارا اعتذرا من بريطانيا عن وعد بلفور المشئوم! وها هي اليوم تريد توأمة القدس بعاصمة بلفور! وتحتفي بذلك وكأنها تريد مكافأة بريطانيا على وعد بلفور بجعل عاصمتها توأم القدس!

إن السلطة بسلوكها وسياساتها قد انسلخت عن الأمة ومقاييسها، فلا تقيم للأرض المباركة وزنا ولا تعرف قيمة القبلة الأولى ومسرى الرسول حق المعرفة ولا تعظم شعائر الله ولا تناصب أعداء الأمة العداء، فأنّى لها أن تكون ممثلة لأهل فلسطين أو قيّمة على الأرض المباركة؟! إنها لا تمثل إلا نفسها ومصالح فئة قليلة تسلطوا بخنوعهم لأعداء الأمة على رقاب أهل فلسطين، الذين لن يسكتوا لهم وسيرفعوا أصواتهم عالية في وجه السلطة ورجالها ويكررونها مدوية أن من فرط بشبر من الأرض المباركة لا يمثلهم وهم منه ومن خنوعه وخضوعه للكافرين المستعمرين براء.

5-2-2019