تعليق صحفي

خديعة الثورة العربية الكبرى،،، أساليب الغرب تتكرر وإن اختلفت المسميات

جاء في تقرير الجزيرة نت عن سجلات الخارجية البريطانية التي كشفت عنها مؤخرا ما نصه:

على أية حال، كان الإنجليز من خلال هنري مكماهون ومكتب المندوب السامي في القاهرة آنذاك قد أعطوا الضوء الأخضر في يونيو/حزيران 1916م للشريف حسين بإطلاق ما أسموه "الثورة العربية الكبرى" ضد العثمانيين، وكانت في حقيقتها استغلالا بريطانيا لحماسة العرب ودمائهم من أجل طرد العثمانيين من غرب الجزيرة العربية في الحجاز وحتى الأردن في الشمال فضلا عن الشام والعراق، مع وعود زائفة بالاستقلال والدعم مستقبلا، وهو الأمر الذي اعترف به لورانس العرب لاحقا، الضابط الشاب البريطاني، ذلك الداهية الذي كان يحرك الشريف وقواته كالعرائس، قائلا:

"بما أني لم أكن أحمق نهائيا، فقد رأيتُ أنه إذا انتصرنا نحن في الحرب فإن وعودنا للعرب ستكون حبرا على ورق، ولو كنت مستشارا نزيها لبعثتُ رجالي إلى ديارهم ولما سمحتُ لهم بالمجازفة بحياتهم من أجل هذه القضية، إلا أن الحماسة العربية كانت أداتنا الرئيسية لنكسب الحرب في الشرق، لذلك أكدتُ لهم أن إنجلترا ستبقى على العهد نصا وروحا... ولكنني، بالطبع، كنتُ على الدوام أشعرُ بالمرارة والخجل".

هذه شهادة من أهلها عليها، بأنها كانت حربا وثورة على الدولة الإسلامية للمجيء بالاستعمار وانهاء دولة الخلافة العثمانية من الجزيرة العربية، ولم تكن من أجل العرب أو حقوقهم أو مصالحهم، والمقال غني عن التعليق.

وهو نموذج لكيفية استغلال الغرب والاستعمار لمشاعر البسطاء وآلامهم من أجل تحقيق مأربهم، ويكون ذلك على أيدي أناس من جلدتنا ولكنهم ليسوا منا، كحال كل حكام العرب والمسلمين، والسلطة الفلسطينية مثال صارخ على ذلك، فقد أتوا بها تحت شعار تحرير فلسطين أو الانتصار لأهل فلسطين وحقوقهم وإذ بحقيقتها أنها أداة لكيان يهود لحفظ أمنه ووسيلة لتحقيق غايات الاستعمار في فلسطين بالإبقاء على جسد الأمة منهكا وفي خاصرته خنجرا مسموما يسمى كيان يهود يحول دون وحدة الأمة واستعادة سلطانها، بينما تلبس السلطة لبوس أنها فلسطينية وحريصة على مصالح فلسطين، كحال الشريف حسين عميل الانجليز!!.

فهذه دعوة إلى كل المسلمين وأهل فلسطين أن ينظروا إلى حقيقة الأفعال والمواقف وليس إلى العبارات والألفاظ والخطابات، وأن لا ينخدعوا بمعسول الكلام عن حقيقة المؤامرة. فأساليب الاستعمار واحدة وتتكرر وإن اختلفت الوجوه وتعددت الأسماء والألقاب.

19/10/2018م