تعليق صحفي

وفود تطبيعية إلى كيان يهود ومساعدات إنسانية إلى قطاع غزة!!

  وصل وفد إندونيسي برئاسة الكاتب العام لجمعية نهضة العلماء في إندونيسيا يحيى خليل ستاقوف إلى كيان يهود في زيارة تطبيعية، تأتي هذه الزيارة بعد أسبوعين على تعيين الرئيس الإندونيسي ستاقوف عضواً في المجلس الاستشاري للشؤون الدينية والعلاقات الخارجية، وتزامن وصول الوفد الإندونيسي مع قدوم وفد مغربي يضم رجال أعمال ومهندسين وشخصيات أخرى.

إن الأنظمة المجرمة في بلاد المسلمين لا تراعي حرمة لشهر رمضان، ولا تولي شأنا للقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين التي لم يجف بعد الحبر الذي وقع به ترامب قرار اعتبارها عاصمة أبدية لكيان يهود، ولا تأبه لغضب شعوبها على ما يقترفه كيان يهود من جرائم بحق أهل فلسطين ومقدساتهم!

وهذه الأنظمة فوق وقاحتها ومجاهرتها بالتطبيع مع كيان يهود تحاول التضليل واستغفال الشعوب؛ ففي اللحظة التي يدعي فيها النظام الإندونيسي منعه دخول المواطنين اليهود إلى أراضيه رداً على المجازر التي ارتكبها كيان يهود خلال مسيرات العودة في قطاع غزة، ها هو يرسل الوفود التطبيعية ويختار لرئاسة وفده شخصية محسوبة على الشخصيات (الدينية) في إندونيسيا لإعطاء الوفد صبغة دينية في رسالة مفادها بأنه لا يوجد عداوة بين المسلمين ومن يغتصب أرض فلسطين وأن القضية مع كيان يهود هي قضية خلاف على حدود لا قضية وجود.

أما النظام المغربي فقد فاق نظيره الإندونيسي في الوقاحة والتضليل؛ ففي اللحظة التي يرسل فيها الوفود التطبيعية إلى كيان يهود يرسل المساعدات الطبية إلى قطاع غزة حيث تزامن وصول الوفد المغربي مع وصول السفير المغربي في مصر أحمد التازي على رأس قافلة مغربية تضم 165 شخصاً من أطباء وفنيين للمستشفى الميداني المقرر إقامته في غزة بتمويل من المغرب، وهي بذلك تكيل بمكيالين بل هي لأعداء الأمة أقرب، فهي تتعامل مع قطاع غزة كمشكلة إنسانية بحاجة إلى مساعدات طبية فتقدم له فتات المساعدات، وتتعامل مع كيان يهود كدولة مشروعة يجب تسوية العلاقات السياسية والاقتصادية  معها!

إن ما تعاني منه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ليس نقل سفارة أو قرار زور خُط على ورق باطل فقط وليست قضية خلاف على حدود القدس الشرقية كما تروج له الأنظمة العميلة، إنما هي قضية أرض مقدسة تنتظر من يطهرها من رجس يهود، وما يعاني منه قطاع غزة ليس نقصا للدواء والغذاء فقط وإنما هو حصار فرضه عليه كيان يهود منذ سنوات ويتنظر من يقوم بإنقاذه وتخليصه من هذا الحصار باقتلاع كيان يهود من جذوره فينتهي الحصار وتنتهي الأزمة وتنتهي كل مآسي أهل فلسطين. أما إرسال الأدوية والحصار مفروض والاحتلال جاثم على أعناق أهل فلسطين فهو ذر للرماد في العيون! فكيف إن تزامن إرسال الأدوية مع إرسال الوفود التطبيعية؟! فالجريمة أعظم.

11-6-2018