تعليق صحفي

الواجب إعلان البراءة من المجلس الوطني ومؤسساته لا الصراع على الدخول والمشاركة فيه!

منذ الإعلان عن عقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الـ23 في 30 من أبريل الماضي حتى برزت الاختلافات بين مختلف الفصائل الفلسطينية بشأن توقيت انعقاده، ومكانه، والجهات المشاركة فيه، وحتى القرارات التي يمكن أن يتخذها المجلس.

والسؤال المطروح على أولئك جميعاً، فصائل وجمعيات وهيئات وشخصيات مستقلة، ما الذي حققه هذا المجلس وجميع المؤسسات التي انبثقت عنه وعلى رأسها منظمة التحرير سوى التفريط وتضييع قضية فلسطين؟!

إذ لم يكن تأسيس ذلك المجلس إلا لسلخ فلسطين عن بعدها العربي بعد أن سُلخت عن بعدها الإسلامي عبر مؤتمر دكار 1991، وتكريس كون قضية فلسطين قضية وطنية متعلقة بأهل فلسطين وحدهم دون باقي الأمة، وفي هذا الإطار أسست منظمة التحرير وقد رسم لها دورها مسبقاً، للعمل على تصفية قضية فلسطين وإنهاء وجودها تحت ذريعة الممثل الشرعي والوحيد لأهل فلسطين، وقد كان ذلك عبر تفاصيل مسيرة منظمة التفريط خطوة بخطوة وحرفاً بحرف.

واليوم فإن فلسطين وقضيتها تتعرض لأشرس هجوم عليها، فيهود يتطاولون في اعتداءاتهم وإجرامهم، يستندون إلى قرارات الإدارة الأمريكية الإجرامية بحق القدس، وتخاذل وتواطؤ عربي غير مسبوق بشكل علني وسافر، فالأصل فيمن يحرص على فلسطين ويعمل لتحريرها أن يعلن البراءة من تلك المؤسسات وما تمخض عنها من اتفاقيات، وأن لا يضفي عليها الشرعية بالمشاركة فيها، وأن يعمل على استنهاض الأمة وجيوشها وتحميلها المسؤولية عن فلسطين والمسجد الأقصى، لا أن يعمل على احياء كيانات مهترئة وبعثها من قبورها لتمارس مزيداً من التفريط والتنازل، عبر تأكيدها الاعتراف بكيان يهود بمناداتها بحل الدولتين وتقسيم القدس كعاصمة لدولتين، بحسب ما جاء في قرارات المجلس الوطني!

1-5-2018