تعليق صحفي

ليسوا مانحين بل أعداء مستعمرون صادّون عن سبيل الله!

قالت وزيرة الخارجية النرويجية إينى إريكسين سورايدي إن أعضاء مجموعة المانحين الدوليين لفلسطين أكدوا دعمهم لاستئناف عملية السلام بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين. جاء ذلك في تصريحات أدلت بها سورايدي للصحفيين عقب ترؤسها اجتماعا استثنائيا لمجموعة الدول المانحة من أجل فلسطين التي تترأسها النرويج. وأعربت سورايدي عن تفاؤلها الحذر تجاه السلام بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين قائلة "هناك الكثير من الأمور يجب القيام بها لدفع عملية السلام إلى الأمام". وقالت سورايدي إنها تتوقع من الولايات المتحدة طرح مقترح يؤدي لاستئناف المفاوضات بين جميع الأطراف بشأن جميع القضايا العالقة بما فيها الحدود والأمن والمستوطنات ووضع مدينة القدس واللاجئين والمياه.

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

إن ما تسمى بالدول المانحة ليست سوى دولاً استعمارية تتربص بأهل فلسطين المسلمين وتسعى من خلال مساهماتها المادية للحفاظ على حصة من نفوذها في المنطقة وإشراكها في "الحلول" المستقبلية.

إن تطلع الاتحاد الأوروبي لأمريكا لطرح مقترح لاستئناف المفاوضات هو دليل ضعف وعدم قدرة على مواجهة الطروحات الأمريكية بشكل مباشر وعدم قدرة على طرح بدائل سياسية.

إن المساعدات التي يلهث خلفها رجالات السلطة لم تورث أهل فلسطين سوى الفساد والفحشاء والمنكر وخدمة الأعداء؛ فحصة الأسد من هذه المساعدات تذهب للأجهزة الأمنية التي تسهر على حماية أمن المحتل، وبقيتها تذهب لتخريب عقول أبنائنا عبر العبث بمناهج التعليم وأخرى لنشر الفساد عبر تشجيع النشاطات المنحلة من رقص وحفلات ومجون وأخرى لدعم الجمعيات المغرضة التي تتعدد أسماؤها وتخصصاتها ومجالاتها وتتحد في السعي لنزع أهل فلسطين من عمقهم الإسلامي وثقافتهم ودينهم. (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).

إن من يزعم السعي لبناء دولة -مهما كان اسمها أو صفتها أو شكلها- من العار أن يستخدم مال المستعمرين في بنائها لأنه سيبقى رهينة لهم ولقرارهم، وقد قيل وهو قول حق إن من يملك المال يملك القرار، فأي دولة هذه التي يسعى لها أصحاب المشروع "الوطني"؟!

إن قضية فلسطين لم تكن يوما قضية مال ولا قضية مشاريع بنى تحتية ولا قضية رواتب، بل قضية أرض محتلة يجب تحريرها، ومحاولة حرف البوصلة عن هذا الاتجاه هو مشاركة في التفريط بالأرض المباركة وتآمر عليها. فيجب أن تتركز الجهود نحو تحفيز الأمة وجيوشها ليتحرك جند المسلمين نحو فلسطين فيقتلعوا كيان يهود ويطهروا الأقصى ويحرروا كل فلسطين.

1-2-2018